Loader
منذ سنتين

كيفية التخلص من لعب القمار


  • الألعاب
  • 2021-12-04
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (2386) من المرسلة السابقة، تقول: عندي والد في بعض الأوقات يلعب القمار مع بعض الأقرباء في بيتنا، ونحن لا نريد أن يفعل هذا الفعل عندنا؛ ولكن ليس بأيدينا حيلة، فكيف نستطيع أن نخلصه من هذا العمل السيئ؟

الجواب:

إن هذه مشكلة في الحقيقة، وهي مسألة مزاولة رب الأسرة أو ربة الأسرة لأعمالٍ تناقض التربية الإسلامية، وقد يفعل ذلك في نفسه، وقد يفعل ذلك مع غيره، وقد يفعل ذلك مع بعض من كان عنده في البيت؛ بمعنى: إنه تقع منه مخالفة للأوامر الشرعية، أو يرتكب الشيء المنهي عنه، وهذا لا شك خطرٌ عظيمٌ بالنسبة للشخص في نفسه، وبالنسبة للأسرة التي يرعاها، وكذلك بالنسبة للمرأة، فينبغي لرب الأسرة ولربة الأسرة،أن يكون كلٌ منهما قدوةٌ حسنة فيما يزاوله من أعمال في داخل البيت، وما يصدر منه من أقوال، وألا يرى أحدٌ من أسرته ما يكون مناقضاً للتربية الإسلامية؛ لأنهم قد يأخذون هذا عنه، على أنه أمرٌ طيبٌ، ولأنهم يعتقدون في ربّ الأسرة أن العمل الذي يعمله ليس فيه شيء، والله تعالى يقول: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ"[1]، ولا شك أن هذه الأسرة رعية، ورب الأسرة راعٍ، وكذلك ربة الأسرة راعية، كما قال ﷺ: « كلكم راعٍ، وكلكم مسؤولٌ عن رعيته، فالرجل راعٍ في بيته، ومسؤولٌ عن رعيته، والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها، ومسؤولةٌ عن رعيتها... »، إلى آخر الحديث.

فكلّ شخصٍ يجب عليه أن يتقي الله في نفسه، وأن يتقي الله في رعيته، فيتقي الله -جلّ وعلا- في نفسه من ناحية أنه يطبّق أمور الشريعة على نفسه، ومن جهة رعيته يحرص بقدر ما يستطيع أن يطالبهم بهذا التطبيق، وهو لا يتمكن من مطالبتهم بالتطبيق، ولن ينقادوا له إذا كان هو نفسه يخالف ما طلب منهم أن يفعلوه، فمثلاً إذا كان يأمرهم بالصلاة وهو لا يصلّي، يأمرهم بالصيام وهو لا يصوم، ينهاهم عن شرب الدخان وهو يشرب الدخان؛ هذا كلّه عملٌ طيبٌ منه من جهة ما يأمرهم به؛ ولكن يجب عليه أن يطبّق ما يريد منهم أن يفعلوه مما هو موافقٌ للشريعة، وما يريد منهم أن يتركوه. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (6) من سورة التحريم.