هل دعاء رؤية المبتلى لا يقال إلا إذا رأى مبتلى خلقياً؛ بمعنى: إذا رأيت شخصاً مبتلى بالمعاصي أو سوء الخلق أن تقول: الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاك به وفضلنا على كثيرٍ ممن خلق تفضيلاً، هل هذا صحيح؟
- فتاوى
- 2021-08-10
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (7536) من المرسلة هـ.ع. من الرياض، تقول: قرأت أن دعاء رؤية المبتلى لا يقوله الإنسان إلا إذا رأى مبتلى خلقياً؛ بمعنى: إذا رأيت شخصاً مبتلى بالمعاصي أو سوء الخلق أن تقول: الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاك به وفضلنا على كثيرٍ ممن خلق تفضيلاً، هل هذا صحيح؟
الجواب:
إن الابتلاء من الله -جل وعلا- من أجل حصول الشخص على أجرٍ كما جاء في الحديث: « إن الرجل لتكون له المنزلة في الجنة لا ينالها إلا على بلوىٍ تصيبه ».
وعلى هذا الأساس فمن ابتلي بأي نوعٍ من أنواع الابتلاء فعليه الصبر واحتساب الأجر، والإيمان بالقضاء والقدر، فقد قال ﷺ في وصيته لابن عباسِ رضي الله عنه: « واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيءٍ، لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيءٍ قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفت الصحف ».
فالابتلاء قد يكون في البدن، وقد يكون في الأولاد، وقد يكون في المال، كما قال تعالى:"وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)"[1]؛ هذا من جهة المبتلى.
أما من جهة من رآه فقد قال ﷺ: « من رأى مبتلىً في دينه أو بدنه فليقل: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثيرٍ ممن خلق تفضيلاً »[2]، يقول ذلك فيما بينه وبين نفسه، ولا يقول ذلك جهراً بحيث إن المبتلى يسمع هذا الشيء؛ لأنه إذا سمعه قد يؤثر عليه من الناحية النفسية. وبالله التوفيق.
[2] أخرجه الترمذي في سننه، أبواب الدعوات، باب ما يقول إذا رأى مبتلى(5/493)، رقم (3431)، وابن ماجه في سننه، كتاب الدعاء، باب ما يدعو به الرجل إذا نظر إلى أهل البلاء (2/1281)، رقم(3892).