Loader
منذ سنتين

حكم من أسرف على نفسه بالمعاصي، ولم يصم أي رمضان، ثم تاب


  • فتاوى
  • 2021-12-17
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (4118) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: أنا شاب أبلغ سن الثالثة والعشرين من عمري، لم أتب التوبة الصادقة إلا في سن الحادية والعشرين، بحيث إني قبل هذا كنت شاباً مراهقاً ومغروراً، وبذلك عملت جميع المحرمات والفواحش، ولقد أفطرت جميع أشهر رمضان التي قبل، وأنا متهاون في ذلك، وأريد أن أعرف ما الذي يجب عليّ قضاؤه، أو كفارة في ذلك؟ وإذا كان الصيام فكم شهراً؟

الجواب:

        هذا السائل له نظائر من الشباب الذين يغفلون عن أنفسهم فيتمادون في ترك الواجبات، ويتمادون في فعل المحرمات، ولا يكون عندهم من اليقظة ما يجعلهم يتنبهون لأنفسهم، وتمضي فترة طويلة، أو قصيرة، أو متوسطة من الزمان وهذا الشاب على هذه الحالة، يكون تاركاً للصلاة، وتاركاً للصيام، ويفعل الزنا، ويشرب الخمر، ثم يمن الله -جل وعلا- عليه ويصحو بعد الغفلة، والشخص الذي بهذه الصفة هذا يكون كافراً؛ لأن الرسول ﷺ يقول: « العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر »، ويقول: « بين الرجل وبين الشرك أو الكفر ترك الصلاة ». وبما أنه يحكم عليه بالكفر، فإنه لا يقضي ما عليه من الصيام، وإذا تاب توبة نصوحة فالله -سبحانه وتعالى- يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات.

        فالتوبة تكون من الكفر الأكبر، ومن الشرك الأكبر، ومن النفاق الأكبر ومن الشرك الأصغر، ومن كبائر الذنوب، ومن الصغائر التي يصر عليها الشخص، فإذا تاب منها فالله -سبحانه وتعالى- يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات، وإذا كان الشخص يقترف شيئاً من المعاصي لا تكون هذه المعصية ناقضاً من نواقض الإسلام، فحينئذ يجب عليه أن يقضي ما تركه من صيام، وأن يكفّر عن كل يوم أفطره بإطعام مسكين مقداره من نصف صاع، كيلو ونصف من الأرز، أو من البر، أو من التمر؛ لأن مثل هذا السائل ترك عدداً من الشهور فلم يقضِ؛ لأن قضاء رمضان إذا قضاه الشخص قبل أن يدركه رمضان الذي يلي رمضان الذي ترك فيه الأيام، إذا قضاه بين رمضان الأول والثاني فليس عليه كفارة.

        لكن إذا أدركه رمضان الثاني، وقد ترك القضاء بدون عذر شرعي، فحينئذ يقضي ومع القضاء يكفّر، فعلى هذا السائل وأمثاله أن يتنبهوا لأنفسهم هل هم من النوع الأول؟ أو من النوع الثاني؟ وبالله التوفيق.