سداد فاتورة الكهرباء أو الماء لأحد الفقراء مدى الحياة نحتسبها عند الله صدقة جارية
- الزكاة
- 2021-07-25
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (6424) من مرسل من مكة، يقول: لا يخفى على أحد ما للصدقة الجارية من الأجر العظيم والثواب الجزيل من المولى -جلّت قدرته- ولكن يعلم الجميع أنه يشق على الكثير من المسلمين القيام ببناء مسجد، أو حفر بئر، أو شق طريق، ونحو ذلك من أبواب هذه الصدقة العظيمة، هل يرى فضيلتكم -أحسن الله إليكم- أنه لو التزم أحدنا بسداد فاتورة الكهرباء أو الماء لأحد الفقراء أو المحتاجين من المسلمين سدادًا دائماً مدى الحياة نحتسبها عند الله صدقة جارية هل توافقوننا حفظكم الله على أن هذا الأمر من الصدقة الجارية التي نستطيع القيام بها بخلاف حفر الآبار ونحوه مما يشق علينا؟ نرجو التوجيه حيال الأمر جزاكم الله خيراً.
الجواب:
الأجر الذي يتحصل عليه الشخص بفضل من الله -جل وعلا- إذا تصدق بشيء من ماله؛ هذا الأجر يكون على حسب موضع الصدقة. ومواضع الصدقة تختلف من جهة حاجة الناس عامة، أو حاجة أهل بلد خاصة، أو حاجة أهل حي من أحياء البلد، أو حاجة أسرة، أو حاجة فرد. ثم إن الأفراد يتفاوتون في شدة حاجتهم، فمنهم من لا يجد مأوى يأوي إليه، ومنهم من يجد مأوى ولكنه لا يجد قوت يومه وليلته، ومنهم من يعسُر عليه الحصول على ما يستر به بدنه؛ إلى غير ذلك من أحوال اختلاف الناس. وقصدي من هذا أن بعض الناس يكون في ضرورة للصدقة، وبعض الناس يكون في شدة حاجة ما يصل إلى درجة الضرورة؛ لكن يكون في شدة حاجة، وبعض الناس يكون في حاجة على وجه التحسين ليس على وجه الحاجة ولا على وجه الضرورة.
وما ذكره السائل من تسديد فواتير الكهرباء هو من باب الأمور التحسينية فيبدؤون بالصدقة للأمور الضرورية، ثم إذا لم يجد أمراً ضرورياً يبحث عما تكون الصدقة فيه سادة لحاجة عظيمة، وإذا لم يجد هذا ولا هذا وأراد أن يسدد فواتير الكهرباء عن شخص عاجز عن ذلك فهذا راجع إليه. أما فتح هذا الباب وجعله مصرفاً من مصارف الصدقة والعدول عما يكون فيه ضرورة للصدقة، وما يكون فيه حاجة شديدة للصدقة؛ فهذا ليس من المناسب. وبالله التوفيق.