Loader
منذ سنتين

هل حديث: « من كتم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق... » خاصٌ بالرجال؟


الفتوى رقم (10260) من المرسلة السابقة، تقول: عن قول الرسول ﷺ: « من كتم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين يزوجه منها ما يشاء ». السؤال: هل هذا الحديث خاصٌ بالرجال لأنه يزوجه الحور العين بينما النساء ليس لهن شيء، فماذا يكون للنساء في هذه الحالة؟

الجواب:

        أحكام الشريعة منها ما هو خاصٌ بالرجال عن طريق النص، ومنها ما هو خاصٌ بالنساء، ولا يشترك فيه الرجال، ومنها -وهذا هو الأصل- أحكامٌ مشتركة بين الرجال والنساء. وهذه المسألة المسؤول عنها، جاءت في القرآن في قوله -جل وعلا-: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ}[1] وهذا جمع مذكر؛ ولكن بالنظر إلى أن هذا الجمع يشتمل على وصفٍ مشتق وأصله، فيكون مشتركاً بين الرجال وبين النساء. ولا شك أن الغضب صفة تحصل عند الرجال وعند النساء. وهذا الغضب تكون له أسبابه وتكون له آثاره، فقد تكون أسباب الغضب أسباباً غير مشروعة؛ بمعنى: إن الشخص يتعدى على غيره؛ سواءٌ تعدى بالقول، أو تعدى بالفعل، فيحصل عنده غيظٌ في نفسه من جهة الانتقام وهو قادرٌ على الانتقام، فيترك الانتقام لوجه الله -جل وعلا-، ومن ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه، ولا فرق في ذلك بين الرجال وبين النساء، فذِكر الحور العين هذا فيه تنبيه على الأجر. والله -سبحانه وتعالى- يعطي النساء أجراً يليق بهن. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (134) من سورة آل عمران.