Loader
منذ 3 سنوات

له أخ لا يصلي ويشرب المسكرات لا يسلّم عليه ولا يكلمه لفعله ذلك


  • فتاوى
  • 2021-07-09
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (5422) من المرسل ف. أ. ش. م، يقول: لي أخ متخرجٌ من الثانوية ويبلغ من العمر أربعة وعشرين عاماً، ويجلس معنا أنا وأبي وأمي وإخواني في البيت. والمشكلة أن أخي هذا لا يصلي ويشرب المسكرات ويسمر خارج البيت حتى آذان الفجر ثم يذهب إلى غرفته وينام إلى الليل. وأبي يأمره بالصلاة وينصحه ولكنه يرفض ذلك. أنا أخوه الأصغر لا أسلّم عليه ولا أكلمه لفعله ذلك. وسؤالي: ماذا نفعل في أخي هذا؟ هل نخرجه من البيت؟ وماذا يفعل أبي إذا أمره بالصلاة ولم يستجب؟ وبم تنصحوني أنا وإخوتي هل نقاطعه؟

الجواب:

        هذا يحتاج إلى دراسة حالة هذا الشخص وذلك باستقراء وضعه، فلعل لديه أسباباً نشأ عنها هذا الوضع الذي يعيشه، فقد تكون عنده مضايقة مالية، وقد تكون عنده مضايقة شخصية من أبيه أو من أمه، وقد يكون عنده فشل في الدراسة، وقد يكون عنده مصاحبة لأصحاب السوء؛ فلا بدّ من دراسة الأسباب التي نشأت عنها هذه الحالة وتعالج هذه الأسباب؛ وبالتالي يقلع عن هذه الأحوال السيئة أو هذه الصفات السيئة التي يتصف بها. ودراسة الأسباب ومعالجتها لا تمنع من الاستمرار في نصحه؛ وبخاصة ممن هو أكبر منه وممن له حق عليه كأمه أو أبيه. وإذا كان له أخوات كبار، أو كان له إخوة أكبر منه؛ فإنهم يحرصون على نصحه؛ وكذلك الدعاء له بأن الله سبحانه وتعالى يهديه؛ فهذه التصرفات هي من هداية الدلالة والإرشاد؛ أما هداية التوفيق والإلهام فإنها بيد الله -جلّ وعلا-.

        فعلى الإنسان أن يسأل الله -جلّ وعلا- كأبيه، يسأل الله -جلّ وعلا- أن يهديه؛ وكذلك أمه تسأل الله أن يهديه، وكذلك إخوانه وأخواته. ويحرص عليه بقدر الاستطاعة.

        أما ما يتعلق بإخراجه من البيت أو بقاؤه فيه فتقدير ذلك راجع إلى رب الأسرة هو الذي يتصور المصالح المترتبة على بقائه والمفاسد المترتبة على بقائه، والمصالح المترتبة على إبعاده عن البيت، والمفاسد المترتبة على إبعاده عن البيت؛ سواءٌ كانت قاصرةً عليه، أو متعديةً على أسرته، أو كان مجموع الأمرين؛ يعني: يكون هناك مصالح ومفاسد قاصرة، وأيضاً مصالح ومفاسد متعدية. وعلى هذا الأساس يعمل موازنة فإذا كانت المصلحة الراجحة تقتضي بقاءه يبقيه، وإذا كانت المفسدة الراجحة تقتضي إبعاده عن البيت يبعده، فإبراهيم عليه السلام تبرأ من أبيه واعتزله. ونوح عليه السلام لما قال له الله: "إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ"[1] تبرأ من ابنه وهكذا، فينبغي أن ينظر في حقيقة الواقع ويرتب عليه ما يقتضيه الوجه الشرعي. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (46) من سورة هود.