Loader
منذ سنتين

في حديث « ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه »، هل يدخل حب المرأة للعابد او الداعية؟


الفتوى رقم (9022) من المرسلة السابقة، تقول: حديث الرسول ﷺ في السبعة الذين يظلهم الله في ظله، وذكر منهم « ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه »، هل يدخل في ذلك حب المرأة للرجل العابد أو العالم أو الداعية؟

الجواب:

        المحبة تكون محبة شهوانية، وتكون هذه المحبة محرمة ومشروعة، المحبة المحرمة كون الشخص يحب من لا تحل له؛ يعني: يحب المعاصي عموماً، أو يحب ترك شيء من الأمور فهذه محبة لا تجوز، وتشتهي نفسه أنه يترك هذا الشيء ويميل إلى تركه ويكون مسروراً أيضاً.

        المحبة المشروعة محبة الرجل لزوجته، وفيه محبة مالية؛ كما في قول تعالى: {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا}[1]، فإذا كان الإنسان يحب المال المباح فليس عليه في ذلك بأس، أما إذا كان يحب المال المحرم فهذا لا يجوز له أن يفعله.

        وفيه محبة  دينية وهي محبة الرجل للرجل أو المرأة للمرأة، أو الرجل للمرأة، أو المرأة للرجل، فإذا كانت على هذه الصفة فإنه لا مانع من دخول المرأة؛ لأن هناك أصل في الشريعة وهذه المسألة متفرعة عن ذلك الأصل، هذا الأصل هو أن الشريعة بالنسبة للرجل والمرأة تنقسم إلى ثلاثة أقسام: أما القسم الأول فهو: ما نُص على أنه خاصٌ بالرجال. وأما القسم الثاني فهو: ما نُص على أنه خاصٌ بالنساء، فإذا تميز ما يختص به الرجال وما تختص به النساء. فالباقي وهو القسم الثالث، الأصل فيه الاشتراك ولا يخرج عنه رجلٌ إلا بدليل، ولا تخرج عنه امرأة إلا بدليل، وهذه المسألة المسؤول عنها من هذا القسم الثالث، وبالله التوفيق.



[1] الآية (20) من سورة الفجر.