Loader
منذ سنتين

حكم الشهادة لمعين بالجنة ولآخر بالنار وحكم تكفير المعين؟


  • فتاوى
  • 2022-01-24
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (9192) من المرسل ب. ب. ع، يقول: تعلمون أن الرسول ﷺ لم يكفّر أحداً في عصره رغم وجود المنافقين؛ وكذلك نهى أن يُقال: فلان في الجنة وفلان في النار بتحديد مصيرهم، وهذا للأسف ما يقوله بعض الناس الآن قليلي العلم، ويشهدون لأقوامٍ بالجنة ولأقوامٍ بالنار ويكفّرون بعض الناس، فما حكم هذا الأمر؟

الجواب:

        الله -سبحانه وتعالى- يحكم في القرآن على الأشخاص بالنفاق أو بالكفر أو بالإيمان باعتبار الصفات وليس باعتبار الأشخاص، وهذه قاعدة من قواعد الشريعة وهي تعليق الأحكام بالصفات، فمثلاً يقول الله -جلّ وعلا-: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}[1]، {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}[2]، {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[3].

          فالشخص عندما يريد أن يحكم بالكفر يحكم بالكفر عندما تتحقق الصفة، ولا يحكم على معين؛ لكن يقول: من فعل كذا؟ من ترك الصلاة؟ من ترك الإيمان بالله؟ ومن أشرك مع الله؟ فلا يحكم على شخصٍ معين؛ هذا من ناحية الكفر؛ وهكذا من ناحية تعين أن هذا الشخص من أهل الجنة، وأن هذا الشخص من أهل النار؛ لأن هذه الأمور راجعة إلى الله -جلّ وعلا-، ولهذا قال : « لن يدخل أحدٌ الجنة بعمله، قالوا: حتى أنت يا رسول الله؟ قال: حتى أنا إلا أن الله تغمدني برحمته »، ويقول الله عن نبيه: {مَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ}[4].

        فلا يجوز للشخص أن يحكم على شخصٍ معينٍ لا بجنةٍ ولا بنار، ولهذا لما قال رجلٌ: والله لا يغفر الله لفلان، قال الله -جلّ وعلا-: « من ذا الذي يتألى علي، إني قد غفرت له وأحبطت عملك ».

        ومما يؤسف له أن بعض الشباب -وهم قليلون في العلم- عندهم جرأة فيما يتعلق بالتكفير، وليس عندهم أرضيةٌ علميةٌ كافيةٌ لإصدار مثل هذه الأحكام.

        والنتيجة من جميع هذا الكلام كله: أنه لا يجوز للشخص أن يكفّر شخصاً معيناً؛ ولكن عندما يريد أن يكفّر فإنه يكفّر باعتبار الصفة؛ يعني يقول: من كانت صفته كذا؛ وكذلك لا يشهد لأحدٍ بجنةٍ ولا بنار. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (44) من سورة المائدة.

[2] من الآية (45) من سورة المائدة.

[3] من الآية (47) من سورة المائدة.

[4] من الآية (9) من سورة الأحقاف.