الفتوى رقم (10275) من المرسل السابق، يقول: ما الأشياء التي تحجب الدعاء؟ أو ماذا يحجب الدعاء؟

الجواب:

        الدعاء يصدر من العبد لجلب نفع أو لدفع ضرّ، وقد يكون الدعاء خاصاً بالشخص، وقد يكون متعدياً إلى غيره، وقد يكون حياً، وقد يكون ميتاً، وقد يكون الشخص المدعو له شخصاً عادياً، وقد يكون مسؤولاً؛ لكن بالنظر إلى الداعي هو محتاج إلى أن يعود إلى نفسه هو من جهة كسبه، من جهة لباسه، من جهة أكله، من جهة شربه، من جهة سكنه؛ لأنه إذا كان الإنسان يأكل حراماً فأكل الحرام هذا من موانع الدعاء، وإذا كان بينه وبين أحد شحناء فإنه لا يُرفع له عمل ما داما متشاحنين؛ وكذلك إذا دعا بإثم أو بقطيعة رحم؛ يعني: كان معتدياً في الدعاء؛ لأنه قد يدعو على غيره، ولا فرق في ذلك بين دعاء الوالد أو الوالدة، أو دعاء الولد أو الأخ... إلى آخره، فإذا كان معتدياً في دعائه فإن هذا من موانع الدعاء؛ وكذلك لا يستعجل الإجابة؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- قد يصرف عنه أموراً لا تخطر في باله.

        فالمقصود أن الإنسان عليه أن يجرد نفسه حتى يكون صالحاً للدعاء، وعليه أن يكون مخلصاً في الدعاء فيما بينه وبين الله، وأن يكون هذا الدعاء مشروعاً لا يكون فيه اعتداء. وبالله التوفيق.