الفتوى رقم (10009) من المرسل السابق، يقول: الهدية التي تقدم من الرئيس الأعلى في الدائرة إلى الموظف الأصغر، علماً بأنها من المال العام هل هي حلال أم حرام؟

الجواب:

        من المعلوم أن الشخص إذا كان مسؤولاً فإن هذه المسؤولية محددة من ناحية القبول، ومن ناحية الإخراج، وإن شئت أن تقول من جهة الإدخال ومن جهة الإخراج، فلا يدخل إلا حسب ما تقضيه ولايته، وتكون ولايته موافقة للقواعد الشرعية، وكذا لا يخرج شيئاً إلا على حسب المقتضى الشرعي.

        فعلى سبيل المثال إذا نظرنا إلى رئيس شركة وجدنا أنه نائب عن جميع المشتركين في هذه الشركة هو المسؤول: « كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع  ومسؤول عن رعيته والرجل راعٍ في بيته ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيتها ومسؤولة عن رعيتها والعبد راع في مال سيده ومسؤول عن راعيته ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته » فإذن ليس له حق التصرف في مال الشركة لماذا؟ لأن الشخص الذي أنابه لم يعطه إذناً بذلك.

        وعلى هذا الأساس فالنائب يتقمص شخصية من هو نائبٌ عنه؛ سواء كانت هذه الشخصية من النواحي الإدارية، أو من النواحي الشرعية. وإذا نظرنا إلى من أنابه إذا كان قد أعطاه إذناً بذلك فلا بأس به، وإذا لم يعطه إذناً فإنه لا يجوز له أن يفعل ذلك. وبالله التوفيق.