Loader
منذ 3 سنوات

هل يعذب الميت في قبره، وإذا كان يُعذب هل تعذب الروح أم الجسد؟


  • الجنائز
  • 2021-07-07
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (5191) من المرسل ع. ع. ع، من الجزائر، يقول: هل يعذب الميت في قبره أم لا يعذب؟ وإذا كان يُعذب ماذا يعذب فيه، هل تعذب الروح أم الجسد؟

الجواب:

        الله سبحانه وتعالى أمر بطاعته، ونهى عن معصيته, فامتثال المأمور بما أمره الله من طاعة وامتثاله لما نهاه الله عنه من المعاصي سببٌ لمغفرة الله جل وعلا سببٌ لمرضاته ولمغفرته، وترك المكلف امتثال ما أوجبه الله عليه و فعله لما حرم الله عليه قد يكون ذلك من باب الكفر الأكبر، أو الشرك الأكبر، أو النفاق الأكبر، وإذا مات الشخص على ذلك ولم يتب منه فإنه يكون خالداً مخلداً في النار، فالله جل وعلا قال في فرعون وقومه حينما بين عقوبتهم: "النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ"[1]، وإذا مات الشخص مات على شيءٍ من كبائر الذنوب ولم يتب منها، فالله سبحانه حكيمٌ عليمٌ لا بالنسبة لمغفرته جل وعلا له، ولا بالنسبة للعذاب القبر الذي يعذبه في قبره أو يؤجل له العذاب يوم القيامة، وبناءً على ذلك كله فإنه ينبغي على الشخص في هذه الحياة أن يأخذ بأسباب النجاة، وأن يتجنب أسباب الهلاك، فقد قال جل وعلا: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"[2].

        ومن المعلوم أن الإنسان لا يستطيع أن يضمن لنفسه الوفاة على الإسلام؛ لأن هذا راجعٌ إلى الله جل وعلى، ولكن على المسلم أن يأخذ بالأسباب التي تجعله يتوفاه الله على الإسلام، وهذه الأسباب هي امتثال إلى الله جل وعلى وترك ما حرم الله جل وعلا, فإن امتثال المكلف لما أمر الله به واجتنابه لما حرم الله عليه تتكون عنده الأسباب التي إذا استمر عليها حتى نهاية المدة المحددة له في هذه الدنيا فالله سبحانه وتعالى كريم يتوفاه على الإسلام.

        وهذا فيه تنبيهٌ على أن الشخص يتجنب الأسباب التي تكون أسباباً لسوء الخاتمة، فإن الإنسان الذي يستمر على فعل المحرمات وعلى ترك الواجبات، فإن الله سبحانه وتعالى ينساه ويعرض عنه، ويتسلط عليه الشيطان، كما قال تعالى: "وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ"[3] وبالله التوفيق.



[1] الآية (46) من سورة غافر.

[2] من الآية (102) من سورة آل عمران.

[3] الآيتان (36- 37) من سورة الزخرف.