Loader
منذ سنتين

ما معنى كلمة لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله؟


  • فتاوى
  • 2022-02-08
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (10924) من المرسل السابق، يقول: ما معنى كلمة لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله؟

الجواب:

        كلمة لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله هذه يدخل بها الإنسان الإسلام ويموت عليها إذا يسّر الله ذلك له وثبته، ولهذا ينبغي للمسلم أن يكثر من سؤال الله -جلّ وعلا- الثبات. ويُسأل في القبر من ربك؟ ومن نبيك؟ وما دينك؟ وليس الغرض هو مجرد النطق بها في الدنيا؛ ولكن فيما يخص الله -جلّ وعلا- يوحده العبد في توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات؛ ففي توحيد الربوبية يعتقد أن الله -سبحانه وتعالى- هو المتصرف في هذا الكون، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. وفيه أنه لا شريك له في ربوبيته؛ وهكذا بالنظر إلى توحيد الألوهية فيعبد لله وحده ولا يعبد معه غيره، ولهذا يقول الله -جلّ وعلا-: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}[1] ويقول الله -جلّ وعلا- في الحديث القدسي: « أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ».

        وعلى هذا الأساس فالذين يصلّون ولكنهم يعبدون أصحاب القبور، أو يأتون أصحاب القبور ويدعونهم من دون الله لجلب نفعٍ أو دفع ضرٍ؛ هؤلاء لم يحققوا لا إله إلا الله.

فعلى الإنسان أن يتنبه لنفسه؛ لأن المقصود هو العمل بها في باب توحيد الربوبية، وفي باب توحيد الألوهية؛ وكذلك في باب توحيد الأسماء والصفات؛ بمعنى: إن الله -سبحانه وتعالى- ليس كمثله شيءٌ، وأنه -جلّ وعلا- موصوفٌ بصفات الكمال، وأنه منزهٌ عن جميع صفات النقص. ويتعلم -أيضاً- ما فرضه الله عليه فرض عينٍ، يتعلمه ويعمل به ويدعو إليه على حسب استطاعته؛ وهكذا بالنظر إلى الرسول ﷺ يصدّق برسالته، ويعمل بما أو جب الله عليه من سنته ليتعلم؛ وكذلك يعمل، وكذلك يدعو، ولا يغلو في الرسول ﷺ. يقول: الرسول ﷺ:« لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم؛ إنما أنا عبد الله ورسوله » فإذا رفعت منزلته وجعلت له شيئاً من حقوق الله -جلّ وعلا- فهذا شركٌ أكبر، فالله لا يرضى بذلك والرسول ﷺ لا يرضى بذلك.

        وبناءً على ذلك فهؤلاء الذين يقيمون الاحتفالات بمولد الرسول ﷺ يرتكبون فيها -هي أصلها ممنوع لا يجوز- شيئاً كثيراً من المنكرات لا يجوز لهم ذلك. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (110) من سورة الكهف.