نصيحتكم للفتاة التي لا تستطيع إنكار المنكر
- المصالح والمفاسد
- 2021-12-18
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4359) من مرسلة من المنطقة الشرقية -الخبر، تقول: أنا فتاة في بداية التزامي ومشكلتي أنني لا أستطيع أن أُنكر منكرًا فهل هذا يدل على ضعف إيماني كما في الحديث قال ﷺ: « من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطيع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان »؟
الجواب:
الذي ينبغي للشخصِ أن يحرصَ على تطبيق الأمور الشرعية على نفسهِ، وذلك من جهةِ فِعل ما أمر به، وترك ما نهي عنه. وبعد ذلك يَنظرُ في اُسرتِه يعلمهم ما أُمروا به، ويعلمهم ما نهوا عنه، وتعليمه لهم بما أمروا به هذا من الأمر بالمعروف، وتعليمهم ما نهوا عنه هذا من النهي عن المنكر، فيعلمهم ما أمروا به ويعلمهم ما نهوا عنه من جهة أنه يجب عليهم تركه، ولو فعل أحدٌ منهم فعلًا خالف فيه ما وجب عليه، أو فعل فعلًا اِرتكبَ فيه أمرًا محرمًا، فإنه ينهاه عنه، فتعليمهم فعل الأوامر وترك النواهي من الأمر بالمعروف، وتنبيههم على ما حصل منهم من خلل في الأوامر من تركٍ لشيءٍ منها، أو فعل شيءٍ من المحرمات هذا يكون من النهي عن المنكر.
وإذا كان الشخص في دائرةٍ حكومية، أو كان في جهة تعليمية أو كان يغشى بعض المجالس أو كان إمامًا لجماعةٍ في صلاة جماعة أو إمام لجمعة، أو كان مسؤولًا مسؤولية قضائيةً، أو مسؤولًا مسؤولية إدارية؛ فالرسولُ ﷺ يقول: « كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته ».
ومسؤوليته عن رعيته أن ينبهم على فعل ما أمروا به، وينبههم على وجوب ترك ما نُهوا عنه، وكلٌ بحسبه؛ لأن التكليف هذا متقرر من جهة الله -جل وعلا- ولكن تطبيق هذا التكليف، يختلف باختلاف الأشخاص على حسبِ علمهم وقدرتهم، وعلى حسب مسؤوليتهم.
ومما يحسنُ التنبيه عليه هنا أن تغيير المنكر، إذا ترتبَ عليه مفسدة أعظم من المنكر الذي يراد تغييره، فإنه يترك هذا المنكر فإن الله -جل وعلا- قال: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}[1].
فسبُ آلِهَةِ الكفارِ واجبٌ، ولكن لما كان تطبيق هذا الواجب يترتب عليه مفسدة أعظم، صار هذا الواجب محرمًا، فإن الله حرم سب آلهتهِم؛ لأن سب الآلهة هذا من تغيير المنكر، ولكن لما كان سب الآلهة يترتبُ عليه أنهم يسبون الله -جل وعلا- فقد حرم ذلك، فقال: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}[2].
وينبغي أن يكون الشخص الذي يسعى في الأمر بالمعروف وينهى عن المنكر أن يكون عالمًا بما يأمر به عالمًا بما ينهى عنه حكيمًا فيما يأمر به حكيمًا فيما ينهى عنه. وبالله التوفيق.
المذيع: ألا تتفضلون بكلمة حول قولها: أنا فتاة في بداية التزامي؟
الشيخ: هذه الكلمة تستعمل عند الفتيات وعند بعض الشباب، فالشاب يقول أنا في بداية التزامي، والفتاة تقول أنا في بداية التزامي. واستعمال هذه الكلمة يُشعر بأن هذا الشخص قبل بدء الالتزام كان متصفًا بالانحراف سواءٌ أكان ذلك في باب الأمر، أو كان ذك في باب النهي. وكلُ شخص أعلم بنفسه، وإذا كان الشخص قد كان يفعل أمور محرمة مسرفًا على نفسه، ثم بعد ذلك هداه الله -جل وعلا- واستقام فإن هذه نعمة من نعم الله -جل وعلا- عليه؛ لأنه وفقه للتوبة، ووفقه الله -جل وعلا- لفعل ما أمر به وترك وما نُهي عنه.
أما استعمال هذه الكلمة من جهة أن الشخص لا يكون ملتزمًا في الواقع بالأمور الشرعية، وإنما يكون ملتزمًا بما تهواهُ نفسه وترغبه، فليس هذا بالتزام.
وعلى كل شخص أن ينظر في نفسه، وينظر ما له وما عليه، فيؤدي ما عليه ويطبق ويطلب ما له، وبالله التوفيق.