حكم تأخير الصلاة إلى منتصف وقتها أو قبل نهاية وقتها بقليل
- الصلاة
- 2022-02-07
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (10726) من المرسلة السابقة، تقول: نُقل عن البعض أن الإنسان له أن يؤخر الصلاة إلى منتصف وقتها أو إلى قبل نهاية الوقت بقليل ولو لم يكن هناك عذر للتأخير، فهل هذا صحيح؟
الجواب:
من المعلوم أن الله -سبحانه وتعالى- قال: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}[1]، وهذه الآية اشتملت على الأوقات الخمسة للصلوات الخمس، وبيان ذلك أن وقت الظهر يبدأ من زوال الشمس ويستمر إلى أن يكون ظل كل شيء مثله مع فيء الزوال، ثم يدخل وقت العصر ويمتد الوقت المختار إلى أن يكون ظل كل شيء مثليه مع فيء الزوال، ثم يدخل وقت الضرورة ويمتد إلى غروب الشمس لقوله ﷺ: « من أدرك ركعةً من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر ». ثم يدخل وقت المغرب ويمتد إلى غروب الشفق، ثم يدخل وقت العشاء ويمتد الوقت المختار إلى منتصف الليل ووقت الضرورة إلى طلوع الفجر؛ ثم يدخل وقت الفجر بطلوع الفجر ويمتد على طلوع الشمس؛ فإذا صلى الإنسان في أول الوقت، أو في وسطه، أو في آخره قبل خروجه فإنه يكون قد صلى الصلاة في وقتها؛ لكن تبقى مسألة الأفضلية، فأول الوقت رضوان الله، وأوسطه مغفرة الله، وآخره عفو الله، فعندما يصلي الصلاة في أول وقتها لا شك أن هذا هو الأفضل؛ لكن الله -سبحانه وتعالى- من رحمته بعباده كما قال -جل وعلا-: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ}[2]، وهذه الآية هي أبلغ آية في القرآن في نفي الحرج، فقد وسع الله -جل وعلا- على عباده أوقات هذه الصلوات، فجعل الوقت واسعاً تؤدى فيه الصلاة في أوله ووسطه وآخره، وجعل الإنسان إذا كان ناسياً أو كان نائماً كما قال ﷺ: « من نام عن صلاةٍ أو نسيها فليصلها إذا ذكرها » ويكون مثاباً عليها إذا صلاها بعد ذكره، أو صلاها بعد قيامه من النوم ولو كان خارج الوقت؛ فهو مثابٌ عليها كما لو صلاها في وقتها؛ إلا أن فيه بعض الأشخاص إذا نام من الليل وقّت الساعة على وقت الدوام ولا يقوم يصلي الفجر، وإذا قام وقت الدوام قد يصلي وقد لا يصلي، وإذا رجع من الدوام قبل العصر وتغدى وقّت الساعة إلى ما بعد العشاء وذلك من أجل أن يسهر مع زملائه، فيكون قد ترك صلاة الفجر في المسجد إن لم يصلها مطلقاً؛ لأن بعض الناس قد يصليها ولو خرج وقتها. وفاته أيضاً صلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة العشاء فتفوته أربع صلواتٍ في كل يوم، وأيضاً يكون متعمداً، ولا يدرى هل يصليها أو لا يصليها؛ فعلى الإنسان أن يتقي الله -جل وعلا-. وبالله التوفيق.