Loader
منذ سنتين

ما أسباب النصر التي يجب علينا الأخذ حتى يدفع الله عنا ما نحن فيه من هزيمة؟


  • فتاوى
  • 2022-01-28
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (9633) من المرسل ع. ح من مصر، يقول: ما أسباب النصر التي يجب علينا الأخذ حتى يدفع الله عنا ما نحن فيه من هزيمة؟

الجواب:

        المسؤولية تارة تكون قاصرة على الشخص فهو مسؤول عما يخصه، وتارة تكون متعدية. والتعدي له درجات مختلفة باختلاف الولايات؛ فإن الولايات متعددة، ولهذا الرسول ﷺ قال: « كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والعبد راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، ألا وكلكم راع ومسؤول عن رعيته ».

        فإذا نظرنا إلى أي دولة في العالم وجدنا أن كلّ دولة لها شخص مسؤول في الدرجة الأولى، ويتفرع عن هذا المسؤول أشخاص، وكلّ شخص من جهة هذا الرئيس هو متحمل مسؤولية معينة، وهذا الشخص المتحمل تحته فروع وهكذا.

        وعلى هذا الأساس فإذا كان الشخص من الأشخاص الذين عليهم مسؤولية خاصة به، فيجب عليه أن ينظر في هذه المسؤولية من جهة ما له وما عليه، فالذي عليه يؤديه كما طلب منه؛ سواء من ناحية الفعل، أو كان عليه من ناحية الترك. فمثلاً هو مأمور بالصلاة يصلّي، منهيٍ عن الزنا لا يزني، فلا بدّ من النظر في باب الأوامر التي تخصه والنواهي التي تخصه، فيفعل المأمور به، ويترك المنهي عنه.

        وهكذا بالنظر للشيء الذي له لا يطالب إلا بحقه، ولا يمنع حقاً عليه لغيره عليه؛ فالشخص الذي يتصف بهذه الصفة يكون قد حفظ الله، وقد نصر الله فيما يخصه بنفسه، وفي هذا يقول الله -تعالى-: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ}[1]، ويقول الرسول ﷺ: « احفظ الله يحفظك ». وحفظك الله هو اتباع أوامره واجتناب نواهيه، وإذا تحققت هذه الأسباب منك فإن الله -سبحانه وتعالى- يجازيك على هذه الأسباب الطيبة التي تمشيت فيها على امتثال الأوامر، واجتناب النواهي؛ فإن الله -سبحانه وتعالى- يحفظك من جهة، وينصرك من جهةٍ أخرى.

        وهكذا إذا كان الشخص عليه مسؤولية متعدية، فإذا كان عليه مسؤولية متعدية فهو مسؤول عن نفسه أمام الله من جهة، ومسؤول عن هذه المسؤولية المتعدية من جهة أخرى، فمن ولاه الله أمراً من أمور المسلمين فهو مسؤولٌ عن نفس المسؤولية السابقة الخاصة، ومسؤول -أيضاً- عما ولاه الله من أمور المسلمين؛ كولاية القضاء، وولاية الإفتاء، وولاية الدعوة إلى الله، وولاية الحسبة؛ وهكذا بالنظر لولاية الجهات التنفيذية؛ كلّ جهةٍ بحسبها.

        ومن المعلوم أنه « لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن شبابه فيم أبلاه، وعن عمره فيم أفناه؟ وعن ماله من أين جمعه؟ وفيم أنفقه؟ وعن علمه فيما عمل به؟ ». والحديث الآخر يقول: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان » بهذه الطريقة يستقيم طريق الفرد، ويستقيم أمر الأمة، وإذا حصل خللٌ في المسؤولية الخاصة أو في المسؤولية العامة المتعدية صار هذا الخلل مدخلاً للأعداء من شياطين الإنس ومن شياطين الجن. وكلما كثر الخلل قوّى سلطان شياطين الإنس وسلطان شياطين الجن على هذا الشخص حتى يصل إلى درجة أن يكون وجوده كعدمه من ناحية صلاحه وإصلاحه للمسلمين. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (7) من سورة محمد.