امرأة تشتكي من كثرة الوساوس مع إنها تصلي وتخشع في صلاتها
- الصلاة
- 2021-12-17
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4135) من المرسلة السابقة، تقول: أقوم الليل من الثالثة حتى أذان الفجر ولله الحمد، وقلبي خاشع في صلاتي وعند سماعي للقرآن الكريم، ومع ذلك فأنا كثيرة الوسواس على الرغم من قراءتي للمعوذات وآية الكرسي. أرجو أن ترشدوني في هذا الموضوع.
الجواب:
أما بالنسبة لما ذكرته من أنها تقوم آخر الليل، وتصلي ما تيسر لها، وكذلك تتأثر عند سماع القرآن، فهذا من نعم الله -جل وعلا-، فالله -سبحانه وتعالى- قال لنبيه محمد ﷺ: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}[1]، ويقول -جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3)}[2] إلى غير ذلك.
وقد قام ﷺ حتى تفطرت قدماه، وهذا الوقت الذي اختارته السائلة، الله -جل وعلا- ينزل ثلث الليل الآخر، ويقول: « هل من سائل فأعطيه، هل من مستغفر فأغفر له »[3]، فهذا الوقت من الأوقات الفاضلة. وكذلك ينبغي أن تحمد ربها وتشكره على صلاح قلبها من جهة أنها إذا سمعت القرآن تتأثر في ذلك، وكثير من الناس لا يتأثرون عند سماع القرآن، وهذا يكون له أسباب، ومن أهم أسبابه ما يحصل من القصور، وما يحصل من التعدي، فما يحصل من القصور في باب الواجبات، فالشخص يترك شيئاً من الواجبات، وقد يفعل شيئاً من المحرمات، ولهذا يقول بعض السلف: "إذا عصيت الله -جل وعلا- عرفت ذلك في سوء خلق زوجتي ودابتي"، فلا شك أن الإنسان إذا عصى الله، فإن هذه المعصية يكون لها أثر.
وأما ما ذكرته هذه المرأة من جهة العوارض التي تعرض لها من الوساوس، فهذا من تسلط الشيطان عليها؛ لأنه يتسلط عليها فيشككها في الأعمال التي تعملها، أو يشغلها عن استحضار المطلوب، والله -جل وعلا- قال: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}[4]، وعداوته للإنسان تأتي على وجوه كثيرة، ولابن القيم ‘ كتاب خاص في هذا الموضوع يحسن الاطلاع عليه، وهو إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان.
ومصائد الشيطان كثيرة، نسأل الله لها العافية. وعليها أن تستعمل الأدعية من القرآن ومن السنة، في أول النهار بعد صلاة الفجر، وفي آخر النهار بعد صلاة الظهر، أو بعد صلاة العصر، أو بعد صلاة المغرب. وفيه كتب خاصة في هذا الموضوع، مثل: كتاب الأذكار للنووي، فهذا من أحسن ما جمع فيه من الأدعية الخاصة لذلك، وهكذا سائر كتب الدعاء. وبالله التوفيق.
[3] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل(1/522)، رقم(758).