Loader
منذ 3 سنوات

حكم الزيادة على الآذان


  • الصلاة
  • 2021-12-13
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (3835) من المرسل أ. ع. خ، من مصر - محافظة بني سويف- يقول: إن هذا المؤذن لا يلتزم بالأذان الشرعي، بعد قول: لا إله إلا الله، يستكمل بالصلاة والسلام عليه، ثم أشياء أخرى إلى أن يقول: عليك وعلى آلك وأصحابك أجمعين، ونصحناه كثيراً ومراراً بأن ذلك زائدٌ على الأذان الشرعي، وأن هذا محدثٌ وبدعةٌ وضلال، ولكن دون جدوى، وهو مصرٌ ومستمرٌ على ذلك، ويقول: إن هذا المؤذن بعد أن ينتهي من الأذان يجلس ويقرأ آياتٍ من القرآن الكريم مجودة، وأنا سمعت في برنامجكم هذا: أن هذا من البدع، فعرفته بذلك؛ لكي ينتهي ولا يضل، ولكن مازال مستمراً، وسيضل مستمراً، فما حكم الدين في هذه الأفعال؟ إذْ إننا يأسنا من النصح في هذا المؤذن، ونحن نريد أن تكون صلاتنا صحيحة وخالصةً لوجه الله، فوجهونا جميعاً جزاكم الله خيراً.

الجواب:

        الأذان وظيفة من الوظائف الدينية، والذي يشتغل بهذه الوظيفة يكون راعياً، والراعي عليه أن يتصرف في رعيته حسب التعليمات الشرعية.

وصفة الأذان وردت عن الرسول ﷺ، فمن كان يشغل هذه الوظيفة عليه أن يتقيد بهدي الرسول ﷺ بأداء هذه الوظيفة، وعندما تحصل منه مخالفة تُبين له هذه المخالفة، ويُبين له طريق العلاج الذي يسلك، فإذا أصر فإن الجهة التي عينته تُبلغُ، ولكن لا تُبلغ إلا بعد أخذ ما يوثق الشيء الذي يُدّعى عليه به، كشهود يشهدون بما يحصل منه من مخالفات، يضاف إلى ذلك تسجيل ما يصدر عنه، وتبلغ الجهة بما يصدر عنه بطريقة التسجيل، وكذلك من جهة شهادة الشهود، والجهة المسؤولة عنه، ومفروضٌ عليها أنها لا تولي ابتداءً إلا من هو أهل لأداء هذه الوظيفة، ومن حصل منه شيءٌ في أثناء أدائه للوظيفة من الأمور المنكرة ولم يرتدع، فإنه يجب تغييره عملاً بأداء الأمانة؛ لأن الجهات المسؤولة راعية على هذا العمل.

        ومن القواعد المقررة في الشريعة: أن تصرف الراعي على الرعية منوطٌ بالمصلحة، وهذه القاعدة متقررةٌ من قوله ﷺ: « كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته »، فبدأ بالإمام فقال: الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، إلى آخر الحديث.

        أما إذا كان الإمام مبتدعاً والمؤذن مبتدعاً، وتُركوا يعملون ما يريدون من البدع، فهذا لا يجوز. وينبغي لجماعة المسجد أن يكتبوا كتاباً للجهة المسؤولة، فيطلبون إبداله بمن هو خيرٌ منه.

        أما ما يتعلق بالصلاة: فإن صلاتهم صحيحة؛ لأن الأذان له طريق في الشريعة، والصلاة لها طريقٌ في الشريعة، وليس للأذان أثر على صلاتهم في هذه المسألة. وبالله التوفيق.