Loader
منذ سنتين

أي المذاهب الأربعة أفضل كي نتبعها؟


  • فتاوى
  • 2022-02-12
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11359) من المرسلة السابقة، تقول: أسمع عن مذاهب الإسلام: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، فأي المذاهب أفضل كي نتبعها؟ ونحن لا نعرف عن المذاهب شيئاً فماذا نفعل؟

الجواب:

        من المعلوم أن القرآن هو أصل التشريع، وأن القرآن يبين بعضه بعضاً، وأن السنة يبيّن بعضها بعضاً، وأنها مبينة للقرآن.

        وتوفى الرسول ﷺ وهذه الشريعة كاملة؛ كما قال الله -سبحانه وتعالى-: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}[1].

        والصحابة y نقلوا لنا هذا القرآن، ونقلوا لنا سنة الرسول ﷺ: سنته القولية، والفعلية. وجميع أنواع السنن أخذها التابعون عن الصحابة وأتباع التابعين. والرسول ﷺ قال: « خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ». وقال ﷺ: « الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم يعود ملكاً عضوضاً ».

        وبدأت هذه المذاهب الفقهية على حسب الترتيب الزمني: المذهب الحنفي، ثم المالكي، ثم الشافعي، ثم الحنبلي. وكلّ مذهب من هذه المذاهب على رأسه إمام من أئمة الدِّين مجتهد مطلق؛ بمعنى: إنه يقرر أصوله، ويفهم من أدلة التشريع الفروع على حسب القواعد التي وضعها. وهذه القواعد أخذها هي على حسب اللسان العربي ومقاصد الشريعة، وهو ما يسمّى -الآن- بأصول الفقه، واستنبطوا من القرآن ومن السنة فروعاً كثيرة. وكلّ شخص يستنبط حسب ما فتحه الله عليه. وكلّ واحد من هؤلاء الأئمة ليس بمعصوم، فكلّ يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله ﷺ. والعبرة بالشيء الذي يدين العبد به ربه هو ما قام عليه الدليل، فإذا كان الشخص مستطيعاً لفهم الحكم بدليله، فعليه أن يفعل ذلك، وإذا كان لا يستطيع فالله -سبحانه وتعالى- يقول: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}[2]. يسأل من يثق بعلمه، يسأله عن المسألة التي يريد أن يعرف بيان الحكم الشرعي فيها ويعمل بفتواه.

        أما ما اشتغل به بعض الناس من جهة سب بعض الأئمة لبعض العلماء وغير الأئمة فلا شك أن هذا من الأمور المحرمة، فالله -سبحانه وتعالى- يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ}[3].

        فالواجب على الإنسان أن يحفظ لسانه؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- جعل عليه ملكين من صلاة الفجر إلى صلاة العصر، وملكين من صلاة العصر إلى صلاة الفجر يكتبان ما يقوله، فالذي على يمينه يكتب الحسنات، والذي على يساره يكتب السيئات. والله -تعالى- قال: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}[4]، وقال: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11)}[5]؛ وهكذا الآيات التي جاءت في هذا الموضوع والأدلة الدالة على ذلك.

        فالواجب على الإنسان أن يحاسب نفسه عندما يريد أن يتكلم في أحد من الناس، فليعلم أن الكلام الذي يقوله سوف يكتب في صحيفة عمله، وأن الله سيسأله يوم القيامة؛ فعليه الإعداد للجواب؛ لأن الله سيسأله يوم القيامة عن هذا الكلام. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (3) من سورة المائدة.

[2] من الآية (43) من سورة النحل.

[3] من الآية (11) من سورة الحجرات.

[4] الآية (18) من سورة ق.

[5] الآيتان (10-11) من سورة الانفطار.