Loader
منذ سنتين

هل هناك كتب عُنيت بدراسة الفقه المقارن؟


  • فتاوى
  • 2022-02-07
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (10813) من المرسل السابق، يقول: هل هناك كتب عُنيت بهذا الجانب ودراسة هذا الفقه المقارن؟

الجواب:

        الكتب كثيرة وموجودة في المكتبات. والمكتبات هذه فيها فهارس فتجد فهرساً لكتب المذهب الحنبلي، والمذهب الشافعي، والمذهب المالكي، والمذهب الحنفي.

        لكن على سبيل المثال بالنسبة للمذهب الحنبلي فيه بعض الكتب تذكر أقوال المذهب؛ لكنها مجردة عن المدارك، وهذا مثل كتاب الإنصاف. وفيه بعض الكتب تذكر فيها الأدلة مع خلاف داخل المذهب؛ مثل: كتاب: المقنع لابن قدامة، وكتاب الكافي -أيضاً- لابن قدامة. هذا فيه مقارنة داخل المذهب، وفيه الأدلة وإن لم تكن مستوفاة.

        وبالنسبة للمذهب الشافعي فيه كتاب المنهاج، وهذا فيه مقارنة بين الأقوال داخل المذهب ولكن مجردة عن الأدلة. والشروح التي شرحت هذا الكتاب كثيرة جداً ويذكرون الأدلة، ومآخذ هذه الأقوال لكنها داخل المذهب.

        وبالنسبة للمذهب المالكي فيه كتاب من أحسن الكتب بالنسبة لداخل المذهب وهو مختصر خليل. ومختصر خليل هذا مذكورٌ فيه الخلاف داخل المذهب. وقد شرح هذا الكتاب شروحاً كثيرة، والشروح يذكرون فيها مآخذ هذه الأقوال؛ يعني: الأدلة التي اُستدل بها.

        المذهب الحنفي فيه البداية وشرحها الهداية؛ وكذلك فتح القدير؛ فهذا يذكر الأقوال داخل المذهب من جهة، وفيه خدمة لهذه الأقوال من جهة بيان مآخذها.

        أما بالنظر لمستوى الخلاف أو للفقه المقارن على مستوى المذاهب فما أعلم الآن فيه كتاب المغني لابن قدامة، فهو يعتني بذكر الأقوال، ويعتني بذكر الأدلة، ووجه الدلالة، والموازنة والترجيح، والرد على أدلة المخالف للقول الذي يختاره.

        وفيه كتاب وهو كتابٌ نادرٌ في بابه وهو بداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد. هذا الكتاب من أحسن ما كُتب في الفقه المقارن على مستوى المذاهب كلها، وفيه ميزةٌ لا توجد فيما أعلم في أي كتاب من كتب الفقه المقارن، وهذه الميزة هي بيان سبب الخلاف بين العلماء في هذه المسألة.

        وبهذه المناسبة أنا أنصح الشخص الذي يريد أن يدرس الفقه أن يدرسه مسألةً مسألة، ويتبع الطريقة التالية: أنه يأخذ -على سبيل المثال- كتاب الطهارة ويجمع جميع المسائل التي أجمع عليها العلماء، وإذا علم هذه المسائل يستبعدها لأنها ليس فيها خلاف.

         ثم بعد ذلك فيه مسائل كثيرة اتفق عليها الأئمة الأربعة، وهذه يستبعدها من الخلاف.

        يبقى القسم الثالث هذا مسائل خلافية، ولهذا ففيه كتب خدمت هذا الجانب؛ مثل: كتاب الإفصاح لابن هبيرة، وكتاب بداية المجتهد ونهاية المقتصد؛ فإنه يذكر المسائل المجمع عليها يقول: أجمعوا وأجمعوا واتفقوا؛ وهكذا كتاب الإفصاح لابن هبيرة فإنه يذكر الإجماع. وفيه كتابٌ حضرني الآن اسمه موسوعة الإجماع، وفيه كتابٌ اسمه مراتب الإجماع.

        فأنا غرضي أن الشخص عندما يريد أن يدرس الفقه يدرسه مسألة مسألة، فينظر في هذه المسألة إذا كان مجمعاً عليها أو متفقاً عليها لا يشغل نفسه يقول: أنا سأبحث هذه المسألة هل فيها خلاف؟ فيشغل نفسه في المسائل الخلافية وينظر فيها. وبالله التوفيق.