Loader
منذ 3 سنوات

حكم طاعة العم والخال وهل هي كطاعة الوالدين؟


  • فتاوى
  • 2021-09-08
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (1415) من المرسل السابق، يقول: هل طاعة العم والخال كطاعة الوالدين؟

الجواب:

        الواجبات في الشريعة على درجات، والأم لها حق واجب، والأب له حق واجب، وهكذا بالنسبة للأبناء والبنات، والإخوة والأخوات، والأعمام والعمات، والأخوال والخالات، ولكن درجات هذه الحقوق متفاوتة، ولهذا جاء رجل إلى الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- فقال له: "يا رسول الله، من أولى الناس بحُسن صحبتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك"، فأكّد حق الأم ثلاث مرات، وأتى بحق الأب الواجب مرة واحدة، وهذا يدل على أن حق الأم واجب، وأن حق الأب واجب، وأن الوجوب في حق الأم آكدُ من الوجوب في حق الأب، فإذا كان هذا التفاوت موجوداً بين الواجب للأم وبين الواجب للأب، فما بالك بسائر الأقارب الآخرين، وقد قرن الله حق الأب والأم بحقه، فقال -تعالى-:"وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"[1]، فهذا يدل على آكديته.

        والقاعدة العامة في هذا الباب أن الشخص تكون علاقته بأقاربه علاقة طيبة، وطيب هذه العلاقة يتمثل في أنه يُحسن إليهم ولا يطلب منهم أن يُحسنوا إليه، ويتحمل إساءتهم ولا يسيءُ إليهم، وبهذه الصفات الأربع يكون قد جعل بينه وبين أقاربه علاقة طيبة، وتكون علاقته بكلّ واحدٍ من أقاربه على حسب ما يقتضيه الوجه الشرعي، وقد ذكرت أصل ذلك في الأمور الأربعة التي سبقت، وبهذا يتبيّن أن حق العم وحق الخال أو العمة أو الخالة ليس كحق الوالدين، وليس كحق من هو أقرب من العم أو من الخال؛ كالأبناء والبنات إلى غير ذلك. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (23) من سورة الإسراء.