Loader
منذ سنتين

أتعامل في بيعي وشرائي للأسهم برأي أتبعه يبيح التعامل مع الأسهم النقية والمختلطة، وأحيانًا برأي من يبيح التعامل مع الأسهم النقية فقط


الفتوى رقم (11874) من المرسل السابق، يقول: أتعامل في بيعي وشرائي للأسهم برأي أتبعه يبيح التعامل مع الأسهم النقية والمختلطة، وأحيانًا برأي من يبيح التعامل مع الأسهم النقية فقط. يقول: هل في اختياري لهذا الآراء أثر على تعاملي وشرائي وبيعي للأسهم؟

الجواب:

بعض الناس عندما يسأل يُريد جوابًا يتفق مع رغبته، وإذا وجد الجواب الذي يتفق مع رغبته ارتاح من جهة، وعظم عنده الشخص الذي أجابه بهذا الجواب.

أما إذا أجابه شخص بشيء لا يتفق مع رغبته فيجد ضيقًا في نفسه؛ لأن هذا لا يُريد براءة ذمته، وإنما يُريد الحصول على المال. وهذا بخلاف بعض الأشخاص الذين يسألون من أجل براءة ذمتهم، فعندما يُجاب بجواب -وقد يكون الجواب شاقاً لكنه مُبرئ لذمته- فإنه يجد راحة في نفسه وقناعة بهذا الجواب وحينئذٍ يمتنع.

ومن المعلوم أن اشتغال الإنسان بالتجارة سبب من الأسباب وتترتب عليها مسبباتها. وبناء على ذلك فإن أسباب التجارة ثلاثة أصناف:

أما الصنف الأول فهو: أسباب مشروعة واضحة.

وأما الثاني فهو: أسباب ممنوعة واضحة.

وأما الثالث فهو: أسباب لكنها دائرة بين المباح وبين المحرّم وهي الأمور المشتبهة. ولقد قال ﷺ: « دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ».

        فإذا ترك الإنسان الحرام وترك المتشابه فقد قال : « من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيرًا منه » ومفاتيح الأرزاق كلها بيد الله -جل وعلا-، فهو -جل وعلا- القابض الباسط، المُفِقر المُغني إلى غير ذلك من صفاته -جل وعلا-.

        وبناء على ذلك كله فعلى الإنسان أن يتحرى المكاسب الطيبة ينفق منها على نفسه، على أبيه، على أمه، على زوجته؛ وكذلك على أولاده ويؤجر على ذلك؛ أما إذا كسب المال من وجه حرام وأنفقه في وجه حرام فهو آثم من الجهتين، وإذا كسبه من وجه حلال وأنفقه في وجه حلال فهو مأجور من الجهتين، وإذا كسبه من وجه حرام وأنفقه في وجه حلال فإنه آثم في كسبه؛ ولكنه لا يؤجر على إنفاقه لأنه تخلص منه فقط لأن المال ليس له؛ وهكذا إذا كسب المال من وجه حلال وأنفقه في وجه حرام فإنه يكون مأجورًا على كسبه ولكنه آثمٌ في إنفاقه، فلابد أن يتأكد الشخص من المال الذي يكسبه؛ يعني: يتأكد من وجوه المكاسب، ويتأكد من وجوه الإنفاق. وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: « لن تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع » وذكر منها « وعن ماله من أين جمعه وفيما أنفقه ». وبالله التوفيق.