معنى قوله تعالى: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ"
- التفسير
- 2021-12-10
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3331) من المرسل س. م.ع، يقول: ما تفسير قول الحق -تبارك وتعالى- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ"[1] وهل المقصود من الآية الكريمة هو العلم الذي ندرسه، أو الفقه في دين الله -عزوجل-؟ أم الآية شاملة؟
الجواب:
هذه الآية من الآيات التي تدل على الترغيب في طلب العلم، والتنافس في طلبه حتى يصل الطالب إلى درجة الإدراك. والعلم منه ما هو علمٌ بالله -جلّ وعلا-، وهو ما يتعلق بالتوحيد، والإيمان، وما ينافيهما، أو ينافي كمالهما، أو ينافي كمال ثوابهما.
والثاني هو: العلم بالأحكام، بأحكام المكلّفين، وأفعال المكلّفين، فالأول يسمّى الفقه الأكبر، والثاني يسمّى الفقه الأصغر.
ولا شك أن الشخص عندما يتعلم ما يتعلق بالله -جلّ وعلا- فله مزية على غيره. والذي يتعلم الفقه الأصغر له فضل كذلك.
وأما سائر العلوم الأخرى؛ مثل: علم الطب، وعلم الهندسة، والعلوم الأخرى التي يحتاج إليها المسلمون، هو من فروض الكفايات.
وأما بالنظر إلى منزلة العالم عند الله -جلّ وعلا-، فهذا يرجع إلى قاعدة تفضيل الله -جلّ وعلا- للناس بعضهم على بعض. حتى العلماء بالله يتفاوتون، والعلماء بأفعال المكلفين يتفاوتون، ولا يستطيع الشخص أن يحدد منزلة واحدٍ بعينه؛ ولكن كما ذكرت في بداية الكلام أن هذا يدل على الترغيب في طلب العلم، وعلى الحرص والمثابرة والصبر على ما يعترض الإنسان، فيتعلم الإنسان كتاب الله، وسنة رسوله ﷺ، ويتعلم ما يتعلق بالله من التوحيد والإيمان، ويتعلم ما يتعلق بأفعال المكلفين.
ومن تعلم الطب، أو الهندسة، أو العلوم الأخرى لا يُعاب عليه؛ ولكن ينبغي أن ينتبه لنفسه بأن يقوم بالأمور الدينية التي هو مكلفٌ بها؛ كالصلاة والصيام، والزكاة إذا كان عنده مال، وكالحج، والعمرة، وسائر ما هو مكلفٌ به. إما أن يكون مكلّفاً به على سبيل فرض العين، وإما أن يكون مكلّفاً به على سبيل فرض الكفاية؛ مثل: صلاة الجنازة إذا كان حاضراً فإنه يصلّيها. وبالله التوفيق.