Loader
منذ 3 سنوات

السؤال عن وقت الرمي


الفتوى رقم (1573) من المرسل السابق، يقول: ما وقت الرمي؟

الجواب:

        بالنسبة لوقت الرمي من ناحية جمرة العقبة يبدأ وقتها بعد منتصف الليل من ليلة العيد، ويستمر إلى غروب الشمس، ويكون الرمي في هذا الوقت من باب الأداء، والقادرون على الرمي المشروع في حقهم أن يرموا نهاراً؛ يعني: بعد طلوع الشمس؛ لأن الرسول ﷺ هو والأقوياء أخّروا رمي جمرة العقبة ورموها ضحى؛ وأما بالنسبة للذين يشُّق عليهم فإنهم يرمون بعدما ينصرفون من مزدلفة بعد منتصف الليل.

        وأما بالنسبة لليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، فالرسول ﷺ أقام بمنى وكان يتحيَّن زوال الشمس، فإذا زالت رمى عن اليوم الحادي عشر؛ وهكذا عن اليوم الثاني عشر والثالث عشر، وقد قال ﷺ: « خذُوا عني مناسككم »، فكونه يتحين وقت الزوال في الأيام الثلاثة يرمي، ويقول:« خذوا عني مناسككم »، دل ذلك على أن الجِمار الثلاث في الأيام الثلاثة في اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، يدخل وقت الرمي بعد زوال الشمس؛ أما بالنسبة لجمرة العقبة فقد سبق الكلام عليها. وبالله التوفيق.

        المذيع: شيخ عبد الله، ذكرتم باب الأداء، لا أدري هل يُمكن القضاء في رمي الجِمار؟

        الشيخ: إن الشخص إذا أخّر رمي جمرة العقبة ورماها ليلاً في ليلة الحادي عشر، أو أخّر الرمي في اليوم الحادي عشر ورماها ليلاً، أو اليوم الثاني عشر ورماها ليلاً؛ أما اليوم الثالث عشر فإنه لا يُجزِئُ الرمي ليلاً؛ لأن أيام الرمي قد انتهت.

        ولكن الشيء الذي يحتاج إلى تنبيهٍ -هنا- هو أن الشخص لا ينبغي له أن يتساهل في أداء الرمي من ناحية وقته؛ بل عليه أن يحرص -بقدر استطاعته- أن يتقيَّد بسنة الرسول -صلوات الله وسلامه عليه-؛ لكن لو فُرِض أنه عرض له عارضٌ من العوارض التي لم يستطِع أن يتغلَّب عليها ورمى ليلاً؛ يعني: ليلة الثاني عشر عن اليوم الحادي عشر، وليلة الثالث عشر عن اليوم الثاني عشر؛ فإن هذا الرمي مُجزِئ.

        ولو أخّره ورماه مع اليوم الثاني عشر؛ يعني: رمى أيام اليوم الحادي عشر في اليوم الثاني عشر بعد الزوال قبل أن يرمي لليوم الثاني عشر، وإذا عرض له ذلك بالنسبة للثاني عشر وأخّره إلى اليوم الثالث عشر ورماه بعد الزوال رمى عن اليوم الثاني عشر ثم رمى عن اليوم الثالث عشر فإن هذا -أيضاً- مُجزِئ؛ ولكن على المسلم أن يحرص -بقدر الاستطاعة- أن يُطبق سنة الرسول -صلوات الله وسلامه عليه-. وبالله التوفيق.