الفتوى رقم (5540) من المرسل السابق، يقول: من هم الأرحام؟ وهل يقتصر الأرحام على إخوان الأب وأخواتهن وإخوان الأم وإخوانها؟ وما المدة الزمنية التي يجب أن يتزاوروا فيها؟

الجواب:

        العلاقة بين الشخص وبين أقاربه تكون علاقة بينه وبين أصوله، وبينه وبين فروعه، وبينه وبين الحواشي. وكلّ شخصٍ له علاقة بالشخص تكون هذه العلاقة قويةً أو متوسطة أو ضعيفةً، فعلاقة الأصولً كالأب الأم هذه علاقة قوية؛ ولهذا لما جاء رجلٌ يسأل الرسول ﷺ فقال: « من أولى الناس بحسن صحبتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك، ثم أدناك أدناك ». والعلاقة بين الشخص وبين أولاده -أيضاً- قوية، فهم عليهم أن يقوموا بما يجب عليهم نحوه، وهو -أيضاً- عليه أن يقوم بما يجب عليه نحوهم؛ أما سائر الأقارب من ذوي الأرحام فبإمكان الإنسان أن يتخذ طريقة بينه وبينهم من ناحية مواعيد الزيارة، فيرتب لهم زيارة في الأسبوع مرة أو في الشهر مرة على حسب ظروفه من جهة، وعلى حسب أمكنتهم من جهة أخرى. والصلة تارة تكون بالقول وبخاصةٍ إذا كان الإنسان بعيداً فبإمكانه أن يتصل بالهاتف، وتكون -أيضاً- بالدعاء، وتكون بالمال، وتكون بالمساعدة في أمرٍ من الأمور التي يحتاج إليها ذلك القريب، وتكون -أيضاً- بالحضور لديه.

        وعلى هذا الأساس كلٌ يقوم نحو قريبه من أصولٍ وفروعٍ وحواشٍ وغيرهم، يقوم على حسب حاله لا يكلف الله نفساً إلا وسعها. وبالله التوفيق.

        المذيع: ما المدة الزمنية؟

        الشيخ: قلت: إنه على حسب حال الشخص؛ لأنه قد يكون جاره، وقد يكون بعيداً عنه لا يستطيع أن يصله إلا بسيارة، وقد يكون لا يستطيع وصله إلا بالطائرة؛ إلى غير ذلك. فكلّ شخصٍ على حسب حاله. وبالله التوفيق.