Loader
منذ سنتين

هل هناك كتب تفسير تساعد على تسهيل حفظ القرآن الكريم؟ وما الطريقة المثلى في ذلك؟


  • فتاوى
  • 2022-02-21
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (10055) من المرسل أ. أ من داخل المملكة يقول: هل هناك كتب تفسير تساعد على تسهيل حفظ القرآن الكريم؟ وما الطريقة المثلى في ذلك؟

الجواب:

         الشخص عندما تكون عنده رغبة لحفظ القرآن فإن هناك طريقة يمكنه أن يستعملها لتسهيل الحفظ مع فهم المعنى.

        وهذه الطريقة هي: أنه يحدد الآيات التي يريد أن يحفظها. وفيه من كتب التفسير تفسير ابن كثير وقد اعتنى -في الغالب- على أن يجعل الآيات المشتملة على موضوعٍ واحدٍ -إذا كان الموضوع قصيراً- يجعلها مستقلة ثم يتكلم عليها. وإذا كان الموضوع يشتمل على آياتٍ كثيرة فإنه يجعل الآيات المشتملة على عنصرٍ واحدٍ من عناصر هذا الموضوع مستقلة؛ فإذن بإمكان طالب العلم أن يعتمد على تفسير ابن كثير من ناحية تحديد الموضوع الواحد. بعدما يحدد الآيات يحتاج على معرفة معنى ما اشتملت عليه المفردات من الناحية اللغوية ومن الناحية الشرعية، ثم بعد ذلك ينظر إلى هذه الآيات هل لها سبب نزول أم لا؟

        وبيان ذلك: أن القرآن منقسمٌ بالنسبة لهذا الوضع إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول: ما نزل على سبب وسببه مقرونٌ به، وهذا يندرج تحته جميع الآيات التي اشتملت على أسئلةٍ؛ كما في قوله -جل وعلا-: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ}[1]، {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ}[2]، {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ}[3]، {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى}[4]، {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ}[5] إلى غير ذلك.

        والثاني: ما نزل على سببٍ ولم يذكر؛ ولكنه فيه مؤلفات فيشتري طالب العلم كتاباً من كتب أسباب النزول ويعتمد عليه.

        القسم الثالث: ما نزل على غير سبب، فينظر في هذه الآيات هل سببها مقرونٌ بها، ويُرجع إليه في الكتب المعتمدة في بيان أسباب النزول، أم أنه نزل ابتداءً؟ ثم بعد ذلك ينظر في هذه الآيات هل هي من الآيات المحكمة أم من الآيات المنسوخة؟ لأن القرآن ينقسم إلى محكمٍ وإلى منسوخ. فينظر في هذه الآيات هل فيها منسوخ أم لا ثم، بعد ذلك يفهم جمل هذه الآيات بحسب العلامات الموضوعة على الجمل، علامات الوقف وهي ست علامات: علامة الوقف الواجب وهو - (م)، وعلامة الوقف الحرام وهو: (لا)، وعلامة الوقف المكروه وهو: (صلي) - تكون موضوعة على رأس الكلمة؛ يعني: وصلٌ ووقفٌ والوصلُ أولى. وإذا كان الوصل أولى يكون الوقف مكروهاً. والعلامة الرابعة: (قلي)، وهو الوقف المندوب؛ يعني: وقفٌ ووصلٌ والوقف أولى. والخامس: الوقف الجائز، وهذا مكتوبٌ على رأس الكلمة (ج). والسادس: تعانق الوقف وهو عبارة عن ثلاث نقط موضوعة على الكلمة، وبعدها ثلاث نقط موضوعة على كلمة بعدها، وهو بالخيار أن يقف على الأول أو على الثاني. فيعرف معاني هذه الجمل على حسب علامات الوقف. ثم يفهم المعنى العام لهذه الآيات، ثم بعد ذلك إذا أراد أن يتوسع فإنه ينظر إلى العلاقة بين هذه الجمل وبين هذه الآيات، وبين آيات هذا الموضوع والموضوع الذي قبله، ثم بعد ذلك يستخرج ما دلت عليه من الأحكام، ثم بعد ذلك يكررها بما لا يقل عن خمسين مرة وذلك من أجل حفظها. بهذه الطريقة يكون قد جمع بين الحفظ وبين فهم القرآن؛ لكن هذا الفهم يعتبر من الفهم الأولي، وإلا فإن الكلام على فهم القرآن بشكلٍ موسع يحتاج إلى كلامٍ آخر.

        ومما يعين على هذه الطريقة في تحديد الموضوع كما ذكرت تفسير ابن كثير، وفي بيان معاني المفردات مفردات الراغب الأصفهاني، وفي بيان معاني الآيات هذا مذكورٌ في تفسير ابن كثير. وفيه تفسير ابن سعدي ممكن أن يستعين به طالب العلم. ومن جهة أسباب النزول فيه (لباب النقول في معرفة أسباب النزول) للسيوطي. ومن جهة الناسخ والمنسوخ فيه كتاب (الناسخ والمنسوخ) لابن النحاس. ومن جهة أحكام القرآن فيه كتاب (أحكام القرآن) لابن العربي، فبإمكانه أن يستعين بهذه الكتب على فهم هذه الطريقة. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (187) من سورة الأعراف.

[2] من الآية (222) من سورة البقرة.

[3] من الآية (217) من سورة البقرة.

[4] من الآية (220) من سورة البقرة.

[5] من الآية (219) من سورة البقرة.