كسرَ الأجهزة المحرمة في المنزل، ووالده يدعو عليه من أجل ذلك، كيف يتعامل معه؟
- فتاوى
- 2022-01-03
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (8260) من المرسل ع. ص. أ، يقول: أنا شاب هداني الله إلى الدين والصلاة والعبادة بعد حالٍ يعلمها الله، وقمت بتكسير الأجهزة المحرمة التي في المنزل، ولا أريد أن أشاهد ما فيها وأسمع، وأريد أن آكل وأنا أتهنى بالجلوس مع أهلي بدونها، وعاهدت الله على تكسيرها، المشكلة أن أبي الآن يدعو عليّ بالنار، ويكرهني من أجل ذلك، أرجو توضيح طريقة التعامل المثلى معه؟
الجواب:
يقول الرسول ﷺ: « من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وليس وراء ذلك من الإيمان ولا حبة خردل »، ما ذكرته منكر وقد غيرته بيدك، ووالدك إذا دعي عليك بسبب أنك غيرت هذا المنكر، فإنه ظالمٌ في دعائه، والله -جل وعلا- لا يستجيب دعاء الظالم ولكنه يستجيب إذا شاء دعاء المظلوم ؛ لأن الله تعالى قال: « يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا » ، فلا يجوز للأب أن يظلم ابنه؛ لأن دعاءه عليه بسبب تغييره لهذا المنكر، هذا من الظلم، فهو ظالمٌ في الدعاء، والله لا يستجيب دعاء ظالمٍ.
وأما بالنظر لتعامل الابن مع أبيه؛ فإنه يتعامل معه بالحسنى؛ لأن أفراد الأسرة لا بد أن يحصل منهم خطأٌ، أو تعمدٌ من بعضهم على بعض، لكن هذا الخطأ أو هذا التعمد إذا كان من حق الشخص أن يتسامح عنه، فالله -جل وعلا- يقول: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}[1]، ويقول: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}[2]، {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}[3].
وبناءً على ذلك فإنك تتسامح مع أبيك ولا تحصل منك مؤاخذة، وهكذا ما يحصل بين أفراد الأسرة بين زوجٍ وزوجته أو بين أخٍ وأخيه أو أخته أو أختٍ مع أختها، أو يكون بين الشخص وولده، فإنه لا بد من حصول التسامح بينهما، وذلك من أجل ترجيح جانب المصلحة على جانب المفسدة، وجانب المصلحة هنا هو استقامة الأسرة وتعاونها على البر والتقوى، والمفسدة هنا هو أن كل شخصٍ إذا حمل في نفسه ما قد يحصل من أخيه أو من أي فردٍ من أفراد أسرته من خطأٍ إذا حمل ذلك في نفسه، ولم يتسامح عنه، فإنه ينشأ عن ذلك تفكك الأسرة، وبالتالي تفقد التعاون بينها والله -جل وعلا- يقول: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}[4]، وبالله التوفيق.