Loader
منذ سنتين

بعض الناس يتدخل بالنيات، ويحكم على الناس من خلال النيات يقول: يقصد كذا ويريد كذا؛ هل من كلمة؟


  • فتاوى
  • 2022-02-11
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (11230) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: مع الأسف بعض الناس يتدخل بالنيات، ويحكم على الناس من خلال النيات يقول: يقصد كذا ويريد كذا؛ فهذه الأمور لا يعلمها إلا الله، نرجو منكم كلمة نحو هذا الأمر.

الجواب:

        يقول الرسول ﷺ: « إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى... » الحديث.

        والنية عمل من أعمال القلب. ويقول بعض الحكماء: الله أعلم بالعبد من نفسه، والعبد أعلم بنفسه من غيره. وحينما قتل رجل من الصحابة رجلاً بعدما قال: لا إله إلا الله، قال له الرسول ﷺ: « أقتلته بعد أن قال: لا إله إلا الله »، قال يا رسول الله: إنما قالها تقية؛ يعني: فهم أنه قال هذه الكلمة من أجل حقن دمه؛ لكن ماذا قال له الرسول ﷺ قال: « أشققت عن قلبه؟ » فهذا الصحابي عبّر ما يظن أن هذا في قلبه. والرسول قال له: أنت لم تطلع على قلبه حتى تقول: إنه إنما قالها تقية.

        وبناء على ذلك فلا يجوز للإنسان أن يدخل هذا المدخل؛ هذا من جانب.

        ومن جانب آخر يحسن الظن بالناس، ولا يسيء الظن، ويبني على إساءة الظن تكييف ادعائي بما في قلوبهم، فيقول: فلان يقصد كذا، وفلان يقصد كذا. الله -سبحانه وتعالى- ما أطلعه على قلوبهم.

        ومن جهة أخرى أن هذا يترتب عليه إثم أيضاً؛ لأنه يقول على الشخص ما لم يكن في قلبه غالباً، وإلا قد يقول الإنسان: إن هذا يقصد كذا. ويكون فيه توافق من جهة قوله ومن جهة ما في قلب هذا الشخص؛ لكن تجنب هذا الأمر وهو تكييف مقاصد الناس فلا يجوز للإنسان أن يدخل هذا المدخل. وبالله التوفيق.