الطريقة المثلى لحفظ القرآن الكريم وعدم نسيانه
- حفظ القرآن ومراجعته
- 2021-10-02
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1983) من المرسلة السابقة، تقول: ما الطريقة المثلى لحفظ القرآن الكريم وعدم نسيانه؟
الجواب:
الطريقة المثلى لحفظ القرآن وعدم نسيانه تكون على حسب الأمور الآتية:
أولاً: المرأة أو الرجل أو الشاب لا بد أن يقرأ القرآن على شخصٍ متقنٍ للقرآن من أجل أن يكون نطقه للقرآن صحيحاً ؛ لأن رسم القرآن يختلف عن الرسم الإملائي في كثيرٍ من المواضع، فهناك أمورٌ مرسومة لا تنطق، وهناك حروف لا تنطق ولكنها ليست بمرسومة، وفيه أيضاً أحكام التجويد عموماً ؛ كأحكام الإظهار ، والإدغام ، والإقلاب ، والإخفاء، وأحكام المدود ، وما إلى ذلك، وهي موجودة في كتب التجويد، فيتقن النطق بالقرآن.
ثانياً: يحدد الآيات التي يريد أن يحفظها بحسب موضوعات القرآن، فعلى سبيل المثال: افتتح الله جل وعلا سورة البقرة ببيان أقسام الناس، فذكر المؤمنين أولا ثم ذكر الكافرين، ثم ذكر المنافقين، وقد جرى كثيرٌ من المفسرين على هذه الطريقة يحدد الآيات التي تتكلم عن موضوعٍ واحد، أو عن عنصرٍ من موضوع، ثم بعد ذلك يتكلم عليها، وهذه طريقة ابن كثير ‘، فقد يذكر آيات الموضوع كاملة، وقد يذكر عنصر من العناصر المتعلقة بالموضوع، فبعدما يحدد الآيات المتعلقة بالموضوع، يقرأ تفسير هذه الآيات لمعرفة معاني المفردات ومعاني الجمل، ويعرف أيضاً سبب النزول، ويعرف أيضاً أن هذه الآية ناسخة أو منسوخة، أو ليست بناسخةٍ ولا منسوخة، ويعرف بعد ذلك ما تدل عليه هذه الآية، هل هي متعلقةٌ بالتوحيد، أو متعلقةٌ مثلاً بموضوعٍ فقهي، كالصلاة والصيام والزكاة، أو تتعلق مثلاً بالحيض أو الإيلاء أو ما إلى ذلك، فبعدما يعرف معاني المفردات، والجمل، وسبب النزول، ومعرفة أنها ناسخة أو منسوخة أو ليست ناسخة ولا منسوخة، والمعنى العام، والموضوع الذي تدور عليه، بعد ذلك يحفظها ويكرر هذه الآيات إلى الحد الذي يستطيع بعده أن يعيدها من حفظه بسهولة، ولا يعود إلى المصحف فيما حفظه أنه يعتاد ذلك وبعد ذلك لا يستطيع الاستغناء عنه، وإذا أراد أن يستبين آية من الآيات التي حصل عنده شكٌ في النطق بها، فبإمكانه أن يستعين بأحد يبين له الصواب في هذه الكلمة أو الجملة أو الآية، قصدي أنه يقلل الرجوع إلى المصحف بقدر الإمكان، بل يعتمد على حفظه، وما حفظه يحرص على تكراره، يعني يكرره في صلوات النوافل، وفي الفرائض أيضاً، وفي الرواتب، ويكرره أيضاً إذا كان ماشياً أو كان جالساً، المهم أنه يستعين عليه بالتكرار، ولا يمل من كثرة التكرار سواءٌ أكان ذلك للحفظ ابتداءً، أو كان ذلك لتثبيت المحفوظ، فقد نبغ بعض العلماء السابقين في علم السنة، ولما سئل عن سبب هذا النبوغ قال: إن عنده في منزله سلم من الدرج، ويصعد مع هذا الدرج، في كل درجة يحفظ يعيد الحديث مرة وعدد الدرج ثمانٌ وسبعون درجة، حتى ينتهي إلى أعلى درجة، ثم ينزل بعد ذلك، وبهذا يكون قد أعاد هذا الحديث مائة وست وخمسين مرة.
وعلى هذا الأساس يكون الإنسان الذي يكرر ما يريد ثبوته، أو ما يريد حفظه ابتداءً يكون التكرار من الأسباب القوية، وهناك أسبابٌ أخرى مهمة جداً وهي استقامة الإنسان على طاعة الله جل وعلا، وتجنبه لما يسخط الله جل وعلا، وقربه من الخير وأهله، وبعده عن الشر وعن أهله، وعن مجالس السوء، هذه من الأسباب التي تعين على حفظ القرآن، وعلى الإنسان أيضاً أن يكثر من سؤال الله جل وعلا، وبالله التوفيق.