البعض يتعاهد على أن يقول أذكار المساء كاملةً، أو يستغفر الله مائة مرة. لإلزام النفس بهذه الطاعة وتنبيه الغافلة
- فتاوى
- 2021-07-10
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5557) من المرسلة السابقة، تقول: هناك بعض الطالبات يقلن: نتعاهد هذا اليوم على أن نقول أذكار المساء كاملةً، أو نستغفر الله مائة مرة. والقصد من ذلك إلزام النفس بهذه الطاعة وتنبيه الغافلة، فهل هذا العمل صحيح؟ وهل يلزم تنفيذ هذا العهد؟ وإذا لم ينفذ فهل يعد نقضاً للعهد؟
الجواب:
من المعلوم أن الذكر له فضلٌ عظيم، فقد مرّ الرسول ﷺ على امرأة وبين يديها نوى أو حصى تسبح به فقال: « أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل؟ سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض وسبحان الله عدد ما بين ذلك وسبحان الله عدد ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك »[1]. هذا الذكر يمكن للشخص أن يقوله وهو يقود سيارته، وهو جالس، وهو يمشي، وهو يشتغل في عمله، وقد قال ﷺ أيضاً: « من قال: سبحان الله وبحمده في يومٍ مائة مرة غُفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر »، وفي ليلة الإسراء مرّ الرسول ﷺ على إبراهيم الخليل، فقال له إبراهيم -على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام-: « أبلغ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ». وفي الحديث الآخر: « من قال: سبحان الله وبحمده غُرست له نخلةٌ في الجنة »، وكان ﷺ يُكثر الاستغفار، وبيّن أنه قد يستغفر الله في اليوم مائة مرة[2]، فلا شك أن اليقظة عند المسلم من جهة التنبه للاستغفار وكثرة الذكر وما إلى ذلك، هذا من توفيق الله للعبد.
أما من جهة الصفة التي ذكرت في السؤال وهو أن النساء يجتمعن ويكون الذكر على شكلٍ جماعي؛ فأنا لا أعلم لذلك أصلاً.
وقد ذكرت ما سبق من الأذكار وأن الشخص يمكنه أن يفعل ذلك بنفسه، وبناءً على ذلك فلا حاجة إلى الاجتماع؛ بل كلّ شخصٍ يستعمل ذلك في نفسه في الوقت المناسب له، فبعض الناس قد يناسبه بين المغرب والعشاء، أو بعد العصر، أو بعد الظهر أو ما إلى ذلك، فكلٌ يستعمله على حسب وقته هذا من جهة؛ وكذلك على حسب رغبته من جهة الإكثار منه. أما إذا كان الشخص قد عقد هذا العهد على أن يكون الذكر جماعياً، وكان هذا العهد حاصلاً فبالإمكان أن يُكفّر كفارة يمين. وعلى هذا الأساس لا يحصل الاجتماع لأن الاجتماع على ما ذكر من البدع. وبالله التوفيق.
[1] أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الصلاة، باب التسبيح بالحصى(2/80)، رقم (1500)، والترمذي في سننه، أبواب الدعوات، باب في دعاء النبي ﷺ وتعوذه في دبر كل صلاة (5/562)، رقم(3568).
[2] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب استحباب الاستغفار والإكثار منه(4/2075)، رقم(2702).