الفتوى رقم (5582) من المرسل م. ع. أ من بني مالك، يقول: قبل خمس سنوات ذهبت للحج؛ ولكن عند رمي للجمرات لم تسقط في الحوض المعين، فما حكم ذلك الحج؟ وماذا يجب عليّ الآن؟ هل أعيد الحج هذه السنة أم أحج لوالدتي؟

الجواب:

        رمي الجمار واجبٌ من واجبات الحج، وحيث علمت أن الأحجار لم تسقط في الحوض فقد تركت واجباً من واجبات الحج، وبناءً على ذلك فإنك تذبح فدية في مكة توزع على فقراء الحرم.

        لكن السؤال فيه شيءٌ من الإجمال من جهة أنك لم تذكر أن الجمار التي لم تسقط في الحوض هل هي جمار جمرة العقبة؟ أم أنها الجمار التي في اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر؟

        فإذا كانت الجمار في اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر فإن الجواب الذي سبق هو الجواب عن ذلك.

        أما إذا كان ذلك بالنظر إلى رمي جمرة العقبة فحينئذ أنت لم تتحلل التحلل الكامل؛ لأن التحلل في الحج يكون تحللاً أول، ويكون تحللاً ثانياً، فالتحلل الأول يكون بفعل اثنين من ثلاثة: رمي جمرة العقبة مع الطواف والسعي إذا كان فيه سعي، رمي جمرة العقبة مع الحلق أو التقصير، الحلق مع التقصير أو الطواف إذا كان هناك سعيٌ في الحج يكون معه، فأنت إذا كنت رميت جمرة العقبة ولم تسقط الجمار في الحوض. فأنت لم تتحلل التحلل الثاني وإنما تحللت التحلل الأول بالحلق أو التقصير؛ وكذلك بما حصل من الطواف، وإذا كان عندك زوجة وحصل منك وطأ لها في هذه المدة فإنك تذبح فدية توزع على فقراء الحرم، ويكفيك الفدية التي تذبحها عن رمي الجمار وتدخل جمرة العقبة في رمي اليوم الحادي عشر والثاني عشر من ناحية الفدية. وبالله التوفيق.