الفتوى رقم (5461) من المرسل السابق، يقول: هل يجوز لغير الخطيب في يوم الجمعة الصلاة على النبي ﷺ والاستغفار والتأمين على الدعاء والخطيب على المنبر؟ أم أن ذلك داخل في قوله ﷺ: « من قال لصاحبه: أنصت ليوم الجمعة فقد لغا »؟ وجهونا.

الجواب:

        الدعاء الذي يقوله الشخص تارةً يكون تابعاً لما يسمعه من الخطيب كما إذا مرّ ذكر الصلاة على الرسول ﷺ، أو مر ما يستدعي ذكر الله -جلّ وعلا- أو الاستغفار، فإذا كان ما يقوله من الدعاء تابعاً لما يسمعه من الخطبة فليس في ذلك بأس.

        وإذا كان ما يقوله منفصلاً بحيث إن الشخص يقرأ القرآن والخطيب يخطب، أو يدعو بدعاءٍ لا علاقة له بالخطبة أصلاً فهذا لا يشرع له؛ لأنه مأمورٌ بالإنصات للخطبة.

        ومما يحسن التنبيه عليه أن الله سبحانه وتعالى شرع أموراً محددة من جهة مقاديرها، ومن جهة هيئتها، ومن جهة زمانها، ومن جهة مكانها؛ فينبغي للشخص أن ينظر إلى هذه الأمور المقيدة ويأتي بها حسب مقاديرها وحسب هيئتها وفي المكان والزمان الذي شرعت فيه؛ هذا هو المطلوب منه. ولو فرض خروج شيء فيكون الخروج مبنياً على دليل دل على ذلك. وبالله التوفيق.