Loader
منذ 3 سنوات

ما حكم من يجلس مع أصحابه وأصدقائه يمزح معهم مزحًا فيه كذب من باب الملاطفة والمداعبة وليس فيه غيبة لأحد


  • فتاوى
  • 2021-07-26
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (6475) من المرسل ب.ع.م. من المدينة المنورة، يقول: ما حكم من يجلس مع أصحابه وأصدقائه يمزح معهم مزحاً فيه كذب من باب الملاطفة والمداعبة وليس فيه غيبة لأحد، ولا يجرح فيه أحداً، وبعد الانتهاء من ذلك يوضح لهم أن ما قاله ليس بصحيح؛ وإنما هو من باب المزاح. مثلاً يقول: أنا فعلت كذا وفعلت كذا، ثم إذا انتهى المجلس قال لهم: ما قلت لكم ليس صحيح؟

الجواب:

        الشخص الذي يرتبط بمجموعة يجتمع معهم في وقتٍ من أوقات الليل أو النهار ينبغي عليه هو أن ينظر إلى هذه المجموعة هل هذه المجموعة عندما يجتمع معها يكون في اجتماعهم مصلحة شرعية؛ كقراءة القرآن، وقراءة السنة، أو تعليم بعضهم لبعض، أو البحث في أمورٍ تعود على المسلمين بالمصلحة، أو تعود عليهم بالمصلحة؛ يعني: يتباحثون في مسائل تشكل على بعضهم، فيتشاورون فيها من ناحية الاهتداء إلى الطريق الذي يكون فيه جلب مصلحة ودرء مفسدة. هذه المجالس طيبة ومجالس خير؛ لكن فيه نوعٌ آخر من المجالس يجتمعون على ما حرّم الله -جل وعلا-، يجتمعون على شرب المسكر، ويجتمعون على استماع الأغاني، ويجتمعون على النيل من أعراض الناس بطريق الغيبة وبطريق النميمة، وبطريق البهتان، ويتندرون بهذا الكلام وذلك أن الشخص عندما يتكلم بشيءٍ من ذلك ويضحك منه الحاضرون؛ يُعجب هو من ناحية إنه اتخذ أسلوباً لتسلية هؤلاء الحاضرين، هذا من إغواء الشيطان، لماذا؟ لأن هذه الأمور كلها محرمة، وكون الشخص يسلك هذه المسالك يكون قد سلكها وهو في غفلة، ويكون قد سلكها وقد نسي نفسه، ويكون قد سلكها فعصى الله -جل وعلا- في ذلك، ويكون قد سلكها فأطاع الشيطان في ذلك، وليعلم أنه محاسبٌ على ما يصدر منه على وجهٍ محرم، ومن ذلك ما يصدر من لسانه، فإن اللسان من أعظم الجوارح وسيلة، وهو وسيلةٌ تستعمل في الخير، ووسيلة تستعمل في السوء، فعندما يستعملها الإنسان في الخير يُثاب على ذلك، ولهذا الرسول ﷺ ليلة أُسري به لقي إبراهيم عليه السلام فقال: « يا محمد، أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وأنها قيعان، وإن غراسها سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم». وثبت عن الرسول ﷺ أنه قال: « من قال حين يصبح ويُمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة؛ غُفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر »، وقال ﷺ: « من قال: سبحان الله وبحمد غُرست له نخلةٌ في الجنة »، وهذا بابٌ واسعٌ من جهة ما يحصل من الفضل للعبد حينما يستعمل لسانه فيما يرضي الله، قد يستعمل لسانه فيما حرم الله -جل وعلا- ويكون آثماً في ذلك؛ بدءاً من الشرك الأكبر إلى ما هو أدنى من ذلك، فعلى العبد أن يُحاسب نفسه قبل أن يُحاسب، كما قال عمر رضي الله عنه: « حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، وتأهبوا للعرض الأكبر يومئذٍ تعرضون على الله حفاةً عراةً غرلا ». وبالله التوفيق.