حكم كتابة القرآن لجلب الرزق أو المرض، ولحجب الإنسان من الحديد أو السلاح
- توحيد الألوهية
- 2021-09-20
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (1609) من المرسِلَيْن: م. آ /ح. أ / ع. أ. هـ، من السودان. يقولان: درج بعض الناس على كتابة القرآن لجلب الرزق أو المرض ولبس المجلَّدات لحجب الإنسان من الحديد، أو السلاح، أو أي عُطل، فما الحكم في هذا؟
الجواب:
ورد في الأدلة الشرعية أن القرآن شفاء؛ كما قال تعالى:"وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ"[1]، فإذا كان الإنسان به مرض، فإنه يُقرأ عليه شيءٌ من القرآن؛ والقارئ يدعو الله أن يشفي هذا المريض؛ أما استخدام القرآن على شكل تميمة، ثم يُوضع في ذهن الشخص الذي يُريد أن يأخذ هذه التميمة أن هذه التميمة ترفع عنه الأمراض الواقعة، وتمنع عنه الأمراض المُسْتَقبلة، وتمنع عنه -أيضاً- أن يأتيه أذى من أحدٍ من الناس؛ فهذا ليس له أصل؛ لأن الرسول -صلوات الله وسلامه عليه- لم يفعله بنفسه، ولم يفعله لأحدٍ، ولم يأمر بفعله؛ وهكذا أصحابه خلفاؤه الأربعة، وأصحابه من بعده؛ والخير في هديه ﷺ .
لكن هذا الأمر يفعله المُرتَزِقة الذين لا يجدون مجالاً للعمل، فيُنشِئون هذا العمل من أجل أن يُمُوِّهُوا على الناس، وأن يأخذوا منهم المبالغ الطائلة على عمل هذا الشيء، وترسيخ الاعتقاد في نفوسهم بأنه سيكون لها هذا الأثر من إزالة الأمراض الواقعة حتماً، ومنع الأمراض المستقبلة، ومنع الأذى من الناس بأي وجهٍ من الوجوه؛ فهذه كلّها أمور بيد الله -جل وعلا-، فهو الذي يكشف الضرَّ، وهو الذي يُبرئُ المريض، وهو الذي يمنع وقوع المرض، وهو الذي يملك منع الأذى، يعني: أن يأتي إلى الإنسان بإذنه -جل و علا- وبقدرته ولطفه؛ كما قال الله -جل و علا-:"يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ "[2]، فالله -جل و علا- يَعصِم ما شاء عمّن شاء من عباده. وكما قال تعالى:"إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ"[3]، ومن وجوه النصر أن يمنع عنه الأذى، وعلى قدر ما تقوى العلاقة بين العبد بين ربه؛ فإن الله -جل وعلا- يلطف به ويصرف عنه الأذى. وبالله التوفيق.