الفتوى رقم (12277) من مرسل ع. من السودان مقيم في الدمام يقول: زوجتي رفضت أن تحتجب، فماذا تنصحوني حيال هذا الأمر؟

الجواب:

موضوع الحجاب ليس من الموضوعات الخفية على المسلمين؛ لورود الأدلة الدالة على وجوبه والرسول ﷺ يقول: « كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته...» الحديث.

فالمرأة فرد من أفراد رعية ولي أمرها، وواجب عليه أن يُلزمها بتطبيق الأدلة الشرعية فيما يختص بالحجاب. وإذا نظرنا إلى مشروعية الحجاب وجدنا أنه داخل في قاعدة وجوب سد الذرائع؛ وذلك أن النظر إلى المرأة التي لا يحل للناظر أن ينظر إليها؛ يعني: ليست من محارمه ينظر إلى محاسنها يفتتن بها وتفتتن به، ولهذا أمر الله الرجال بغض البصر، وأمر النساء بغض البصر، وهذا عندما ينظر الإنسان نظر فجأة، لكن من حيث الوجوب واجب على المرأة أن تحتجب إلا أنها تُبدي وجهها في الصلاة تظهره إلا إذا رأت الرجال الأجانب فإنها تغطيه؛ وكذلك في مسألة الحج فإنها -أيضاً- تكشفه، وإذا كانت ترى الرجال الأجانب فإنها تسدل الخمار على وجهها وتحرص على ألا يمس الوجه.

فواجب على ولي الأمر بذلك، وواجب على المرأة -أيضاً- أن تطيع زوجها وتطيع ولي أمرها؛ لأنه لا يأمرها إلا بطاعة، وحينما يأمرها بأمر واجب واجب عليها أن تمتثل، ويجب -أيضاً- على أولياء أمورها: أخوالها، أعمامها، والدها، أولادها أن يتعاونوا مع زوجها وأن يلزموها بالحجاب الشرعي تحقيقاً لجلب المصلحة ودرءاً للمفسدة. وبالله التوفيق.