Loader
منذ سنتين

حكم السماع لحديث شخصين في الحافلة


  • فتاوى
  • 2021-12-10
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (3250) من المرسلة السابقة، تقول: فضيلة الشيخ، لقد كنت في أيام الدراسة عندما نجلس في الحافلة، كنت أجلس وخلفي بعض الأخوات، وكانت مسافة الطريق طويلة بين مدينتين، وفي أثناء الطريق يتكلم بعض الأخوات اللاتي خلفي بصوتٍ مرتفعٍ قليلاً، حيث إنني أسمعه ولكن بغير إرادتي؛ لأنني كنت أضع رأسي على الكرسي لأستريح، وفي غالب الأحيان أسمع كلامهنّ، وعندما سمعت حديث الرسول ﷺ الذي يقول فيما معناه: « من استمع إلى اثنين بغير إذنهما صبّ في أذنه الآنك »[1]؛ أي: الرصاص.

وأنا في حيرةٍ من أمري وقلقة كثيراً، هل عليّ ذنبٌ في ذلكم الحال؟

الجواب:

إذا جلس اثنان يتحدثان سراً بينهما، وبقربهما شخصٌ ثالثٌ، ويظنان أن هذا الشخص الثالث لا يسمع كلامهما؛ ولكنه هو في واقع الأمر يسمع كلامهما، فينبغي له أن ينبّههما على ذلك؛ لأنهما يتحدثان بناءً على أنه لا يسمع، وواقع الأمر أنه يسمع، وهما لا يريدان سماعه، فحينئذٍ ينبّههما ويقول: أنا أسمع حديثكما، فإذا كنتما تريدان أن أشترك معكما، وإلا فأخفيا كلامكما حتى لا أسمعه، أو أنه يبتعد عنهما حتى يصل إلى درجة أنه لا يسمعهما، فإذا كان في المكان متسع أبعد نفسه من بداية الحديث، ولا حاجة إلى الكلام معهما، وإذا كان المكان ضيّقاً فإنه ينبّههما؛ فإما أن يشركاه، وإما أن يسكت، وإما أن يخفيا كلامهما إلى درجة أنه لا يسمع. وبالله التوفيق.



[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التعبير، باب من كذب في حلمه(9/42)، رقم (7042).