حكم غياب الأولاد عن أمهم لمدة سنة لظروف العمل
- فتاوى
- 2021-12-24
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4695) من المرسل أ. م، مصري مقيم في ينبع، يقول: لنا أم مسنة كبيرة تعيش في بلدنا مصر وسط أهلنا وأختنا، ونحن أنا وأخي نعمل هنا في المملكة، ونغيب عنها سنة كاملة، وأثناء السنة نتصل بها تلفونياً، ونرسل لها كل ما تحتاج إليه، فهل علينا إثم في غيابها عنا وعدم معيشتها معنا نحن الذكور؟
الجواب:
سأل رجل الرسول ﷺ فقال: « يا رسول الله من أولى الناس بحسن صحبتي؟قال:أمك قال: ثم من؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أبوك ».
فهذا الحديث مشتملٌ على الترغيب في بر الإنسان لوالديه، وأن الأم تحتاج إلى عناية أكثر، ولكن عندما يكون الشخص في حاجةٍ إلى جمع شيءٍ من المال ينفقه على نفسه، وعلى والدته، وعلى أولاده، ولا يتمكن من الحصول على هذا المال إلا بالسفر ولو بقي فإنه لن يتحصل على هذا المال، فإنه يكون معذوراً في بعده عن أمه.
وهذا السائل يذكر أنه على صلةٍ بها بالاتصال بها، وعلى صلةٍ من جهة تفقد أحوالها وتزويدها بما تحتاج إليه من أمور الدنيا، فهذا قد قام ببرها حسب استطاعته، والله جلّ وعلا لا يكلف نفساً إلا وسعها، ويقول جلّ وعلا: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ}[1]، وهكذا سائر الأدلة التي جاءت دالة على هذا المعنى. وبالله التوفيق.