كيف يكون هجر القرآن الكريم؟
- ما يتعلق بهجر القرآن
- 2021-12-12
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3667) من المرسل السابق، يقول: أسمع عن هجر القرآن الكريم، وأخشى أن أقع فيه، كيف يكون الهجر، هل هو عدم القراءة، أو عدم العمل بأحكامه؟
الجواب:
هجر القرآن يكون على وجوه:
الوجه الأول: أن يهجر القرآن فلا يتعلّمه أصلاً، مع قدرته على تعلّمه، ولا يعلّم أولاده مع قدرته على تعليمهم القرآن، فهذا الهجر هو عدم تعلّمه.
والوجه الثاني: أن يتعلّمه ولكنه يهجر تلاوته، فلا يكون له وردٌ يقرؤه كلّ يومٍ، أو يومين، أو ثلاثة، وهذا يُسمى: هجر التعلّم، وهجر التلاوة.
والوجه الثالث: هجر التدبر، بمعنى: إنه يقرأ القرآن ولكنه لا يتدبره، ولا ينتبه إلى ما تدل عليه الآيات فيما يكون باستطاعته أن يفهمه؛ لأن القرآن منه ما يفهمه عموم الناس؛ كتحريم الزنا، وشرب الخمر، وكالأمر بالصلاة والزكاة والصيام. هذا يفهمه كثيرٌ من الناس، فإن القرآن منه ما تعرفه العرب بلغتها، ومنه ما يفهمه عموم الناس، ومنه ما يفهمه العلماء خاصةً، ومنه ما استأثر الله -جلّ وعلا- بعلمه، فالمكلف مكلّفٌ في حدود استطاعته.
والوجه الرابع: هجر العمل، يتعلمه ويتلوه ويتدبره، ولكنه يخالفه، فيقرأ آية الزنا الدالة على تحريمه، ولكنه يذهب ويفعل الزنا. يقرأ آية الأمر بالصلاة، ولكنه لا يصلّي أصلاً، أو لا يصلّي مع الجماعة، أو يصلّي الصلاة بعد خروج وقتها.
فالمقصود أن الهجر قد يكون بترك التعلّم أصلاً، وقد يكون بالتعلّم، وقد يكون بترك التلاوة، وقد يكون بترك التدبر، وقد يكون بترك العمل به. والقرآن هو أصل التشريع، والسنة مبينةٌ للقرآن، والله -جلّ وعلا- قال للرسول ﷺ: "وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا"[1].
فعلى المسلم أن يحرص على تعلّمه، وعلى تلاوته، وتدبره، والعمل به. وبالله التوفيق.