كيفية بر الوالد والإحسان له بعد وفاته
- فتاوى
- 2021-12-18
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4315) من المرسلة السابقة، تقول: والدي توفي قبل عام تقريباً -رحمة الله عليه- وكان رجلاً صالحاً والحمد لله، ماذا باستطاعتي أن أفعل له حتى يغفر الله له ذنوبه ويرفع أجره، علماً بأنني بعد كل صلاة أدعو الله كي يخفف الله عنه ويرحمه؟
الجواب:
كل شخص تنتهي مدته من هذه الحياة ينتقل إلى الحياة البرزخية، وهو مرتهن بما عمله في الدنيا والرسول ﷺ يقول: « إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث... » وذكر منها: « ولد صالح يدعو له ».
فهذه البنت ذكرت أنها تدعو له، فإذا استمرت في الدعاء واستمرت في الصدقة، تحج عنه، تجعل من يعتمر عنه، تقدم مثلاً في رمضان فطوراً للصائمين، وما إلى ذلك هذه أعمال من أعمال الخير. وإذا كانت هذه المرأة على قدر من الغنى، وأرادت أن تشتري له عقاراً توقفه، ويصرف دخل هذا العقار في وجوه بر تحددها هي، فهذا عمل طيب؛ وإلا فلا يكلف اللهُ نفساً إلا وسعها، وبالله التوفيق.
المذيع: ذكرتم أن إفطار الصائمين في رمضان من أعمال البر، هل يشترط أن يكون ذلك الإفطار لفقراء أو لكل الناس؟
الشيخ: مقدار الأجر على ما يصدر من أقوال وأعمال هذا راجعٌ إلى أسبابه من جهة، وراجعٌ إلى الله -جل وعلا- من جهة أخرى، فهناك سبب عام، وهو حصول الإفطار، وهناك سببٌ خاص، وهو اختلاف حاجات الناس، فيتفاوت الأجر الذي يكون للمتسبب بهذا السبب على حسب اختلاف قصده، وحسب اختلاف ما قدمه، وحسب اختلاف حاجة الشخص الذي تناول هذا الإفطار، والله -جل وعلا- كريمٌ سبحانهُ، وما على الإنسان إلا أن يفعل الأسباب، والله -سبحانه وتعالى- يعطي الأجرَ الكثير على العمل القليل، ولهذا دخل الجنة رجل حينما امتنع بأن يقرب ذباباً، ودخل النار رجلٌ حينما قرب ذباباً لغير الله جل وعلا.
قصدي من هذا هو أن الشخص لا يستعظم الأعمال ولا يستهين بها، والذي عليه أن يفعل الأمر المشروع، يريد به وجه الله، وأن يتجنب الأمر الذي ليس بمشروع، ويريد بهذا التجنب وجه الله -جل وعلا- وحينما يسير على هذا الطريق، فالله جل وعلا يقول: {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}[1].