نصيحتكم للذين يخوضون في أعراض البريئات الغافلات
- فتاوى
- 2022-02-03
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (10573) من المرسلة السابقة، تقول: بعض الناس يسعى على تشويه سمعة البريئات وأنا واحدة منهن؛ لكني أسرعت بإخماد الشائعة. والمصيبة أن هذا الذي تكلم في عرضي من أقاربي، ما نصيحتكم لأمثال هؤلاء الذين يخوضون في أعراض البريئات الغافلات؟
الجواب:
الله تعالى يقول: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}[1] فالشخص عندما يتكلم في غيره قد يتكلم من باب النميمة، وقد يتكلم من باب الغيبة. والغيبة إذا تكلم بها إن كان صادقا فهي غيبة، وإن كان كاذباً فهي بهتان.
وعلى هذا الأساس فالواجب على الإنسان أن يكرم جميع جوارحه، فيكرم السمع من جهة الاستماع فلا يستمع ما حرم الله؛ بل يشغله في استماع ما يكون له فيه أجر؛ وهكذا بالنظر للبصر يكرمه بعدم النظر إلى ما حرّم الله، ويشغله بالنظر إلى ما يكون له فيه أجر، وهكذا اليد والقدم؛ وهكذا بالنظر إلى اللسان. واللسان من أعظم الحواس فيجب على الإنسان أن يتنبه لذلك، فالرسول ﷺ لما سأله رجل وطلب منه الوصية قال له: « كف ّ عليك هذا »؛ يعني: اللسان فقال: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: « ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم » أو قال: « على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ». فقد يقول الرجل كلمة لا يلقي لها بالاً ينال فيها إثماً عظيماً.
فعلى الإنسان أن يحاسب نفسه عند الكلام. وإذا صدر من الإنسان أذى لغيره فعليه أن يستبيحه، وإن تعذّر عليه استباحته فإنه يتصدق عنه ويدعو له لعل الله أن يعفو عنه؛ وإلا فإن هذا الأذى مكتوب في الصحيفة، وإذا جاء يوم القيامة فإن الشخص الذي أوذي سيقتص من هذا المؤذي. وطريقة الاقتصاص أن هذا المؤذي يؤخذ من حسناته وتُعطى المُؤذى، وإذا كان المؤذي ليست له حسنات فإنه يؤخذ من سيئات المؤذى وتطرح على سيئات المؤذي ويطرح في النار؛ فعلى الإنسان أن يحاسب نفسه. وبالله التوفيق.