الفتوى رقم (1084) من المرسل ع. م. ع، من السودان، يقول: أكثر العلماء في السودان يقولون إن بعض الأولياء يعلمون الغيب، فإذا كان هذا الكلام صحيحاً، أرجو توضيح ذلك ولكم الشكر؟

الجواب:

 قول القائل إن الأولياء يعلمون الغيب، هذا ليس بصحيح؛ لأن الغيب لا يعلمه إلا الله جل وعلا، قال تعالى: "قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ"[1]، وقال تعالى:"وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ"[2]، وقد يطلع من شاء من رسله على ما شاء من العلوم التي قد تغيب عن، التي تغيب عن غيرهم قال تعالى:"عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ"[3].

 وكذلك ما يطلعه من الغيب للملك الذي ينفخ الروح، ويكتب الرزق، والأجل، والعمل للشخص في رحم أمه، فهذه من الأمور التي يُطلع الله من شاء من ملائكته، ومن رسله على ما شاء من الغيب.

 أما ما يستعمله بعض االصوفية الذين يدّعون أنهم أولياء، وأنهم يعلمون الغيب، فهذا قولٌ ليس صحيحاً لما تقدم من الأدلة، ولكن يستعملون هذا الأسلوب من أجل أن يستقطبوا أكبر عددٍ ممكنٍ من الناس، يكونون تابعين لهم، ويقضون بهم مصالحهم الدنيوية من استخدام، ومن الحصول على مال إلى غير ذلك من المصالح التي لا تخفى.

والأولياء قسمان:

القسم الأول: أولياء الرحمن، وهم أتباع دينه على وجه الحقيقة، كما قال تعالى:"أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ"[4].

القسم الثاني: أولياء الشيطان، ومنهم الذين يدعون علم الغيب، أو يدعون أنهم ينفعون، ويضرون من دون الله بسبب ولايتهم.

 فالمقصود: أن ما ذكره هذا السائل من بعض السودانيين أنهم يقولون: إن الأولياء يعلمون الغيب، هذا ليس بصحيحٍ لما تقدم، وبالله التوفيق.