أيهما أفضل رجل يصلي ويفعل الفواحش أو رجل يفعل الفواحش ولا يصلي بحجة أن الصلاة مع فعل الفاحشة منكر عظيم؟
- فتاوى
- 2021-12-31
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (7855) من المرسل ع.أ. من ليبيا، يقول: رجلٌ يصلي ويقرأ القرآن ويعرف كثيراً من الفقه؛ ولكنه لا يتحكم في نفسه عن الوقوع في الفاحشة -أعاذنا الله وإياكم منها-؛ أي: الزنا. رجل آخر يقول: أنا لا أصلي حتى لا تختلط العبادة بالفحشاء فلا أصلي ولا أفعل الطاعات؛ لأن فعل الطاعات مع الفواحش منكرٌ عظيم، أي هذين الرجلين أفضل أحسن الله إليكم؟
الجواب:
الرجل الأول تكون صلاته لا يستفيد منها؛ لأن الرسول ﷺ يقول: « من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم تزده من الله إلا بعداً »، فهذا الشخص الذي يصلي ويفعل هذه المحرمات عليه أن ينتبه لنفسه وأن يتقي الله -جل وعلا-؛ هذا من جهة. ومن جهة ثانية أن الإنسان إذا وقع في محارم المسلمين فإن الله -سبحانه وتعالى- يعاقبه بعدم عفة نسائه من زوجةٍ وبنتٍ مثلاً، ولهذا الرسول ﷺ يقول: « عفوا تعف نساؤكم »؛ هذا بالنظر للرجل الأول.
وأما بالنظر للرجل الثاني فهذا رجل تلاعب في عقله الشيطان ونعوذ بالله من ذلك، وعليه أن ينتبه لنفسه والله -سبحانه وتعالى- يقول في محكم كتابه: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ}[1].
فالإنسان يعمل أعمالاً صالحة وتغلبه نفسه أو هواه أو يغلبه الشيطان أو يسول له قرناء السوء ويفعل أمراً محرماً، ولهذا يوم القيامة يُعمل موازنة بين حسناته وسيئاته، فهذا الكلام الذي ذكره هذا الشخص لا يجوز له أن يسلكه، ولا يجوز أن يقلد فيه، وليس بين الشخصين موازنة؛ لأن الأول يصلي ولكنه يفعل أموراً منكرة، وهذا لا يصلي أصلاً ويفعل أموراً منكرة، فالأول يفعل الخير ويفعل الشر، والثاني لا يفعل خيرا ًمطلقاً. وبالله التوفيق.