الفتوى قم (6486) من المرسلة السابقة، تقول: صلت امرأة الظهر في رمضان وحاولت حبس الغازات مع أنها أحياناً كثيرة معها في الصلاة، وبعد الوضوء وعندما سجدت شعرت بخروج شيء منها بعد حبسه قبل ذلك، ولكن لم تعد الصلاة؛ لأنها لم تسمع صوتاً ولم تجد ريحاً، فما حكم ذلك مع شعورها بخروج شيءٍ منها؟

الجواب:

        الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وهو يدخل مع الإنسان في باب الأوامر وفي باب النواهي، ودخوله معه في باب الأوامر على وجوهٍ مختلفة، ودخوله معه في النواهي -أيضاً- على وجوهٍ مختلفة.

        ومما يتعلق بهذا السؤال أن الشيطان يدخل مع الإنسان في وضوئه، ويدخل معه في صلاته فيوسوس له في وضوئه، ولهذا تجد بعض الناس يتوضأ خمس مرات عشر مرات، وقد يتوضأ وفي أثناء وضوئه يستأنف الوضوء؛ لأنه يأتيه الشيطان ويقول له: انتقض وضوؤك! فهذا من باب الوسوسة. وعلى الإنسان أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم؛ وهكذا بالنظر للصلاة فيدخل معه في الصلاة من جهة النية فيقول: لم تنوٍ، يدخل معه في صلاته من جهة تكبيرة الإحرام يقول: أنت لم تجزم حينما أردت أن تكبر تكبيرة الإحرام، لم تجزم في الصلاة، اقلبها نفلاً أو اقطعها واستأنف. ولاحظت بعض الأشخاص يستأنف الصلاة أكثر من خمس مرات، وبعد ذلك عندما يسلم في النية، ويسلم في تكبيرة الإحرام؛ بعد ذلك يدخل عليه في صلاته بعد ما يشرع يدخل عليه ويقول: انتقض وضوؤك فيخرج من صلاته ويتوضأ ويأتي فإذا كبر وصلى ركعة قال له: انتقض وضوؤك فيخرج. سألني بعض الأشخاص قال: إني أصلي عشر مرات؛ يعني: يصلي في الوقت الواحد عشر مرات، فهذا في الحقيقة من باب الوساوس؛ لكن عندما يحس الإنسان بأنه خرج منه ما ينقض الوضوء من بول أو ريحٍ مثلاً وإذا تحقق من ذلك فإنه يقطع صلاته؛ لأن صلاته غير صحيحة، وبعد ذلك يتوضأ ويستأنف الصلاة. وبالله التوفيق.