الإيمان، وأيهما أولى الإسلام أو الإيمان؟
- الإيمان
- 2021-12-18
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (4435) من المرسل السابق، يقول: ما الإيمان؟ وأيهما أولى الإسلام أو الإيمان؟
الجواب:
حصلت مناقشة بين جبريل -عليه السلام- وبين محمد ﷺ، فقد جاء جبريل في صورة أعرابي، فسأل الرسول ﷺ عن الإيمان والإسلام والإحسان، فسأله عن الإيمان فقال: « أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره »، وسأله عن الإسلام فقال: « أن تشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت. فقال له: صدقت »، صدقّه حينما أجاب عن الإيمان وصدقّه حينما أجاب عن الإسلام، فسأله عن الإحسان فقال: « أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك » فصدّقه قال له: صدقت، والصحابة الذين كانوا عنده يقولون عجبنا له يسأله ويصدقه، فلما ذهب سألهم الرسول ﷺ فلم يعرفوه، فقال: « هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم ».
فهذا فيه بيان هذه الدرجات، فأعلى الدرجات الإحسان، والإحسان درجتان؛ إحدى الدرجتين أن تعبد الله كأنك تراه، والدرجة الثانية فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
وبالنسبة للإسلام وبالنسبة للإيمان، العلاقة بين الإيمان والإسلام أن الإسلام إذا ذكر مع الإيمان، فإن الإيمان يفسر بالأعمال الباطنة، والإسلام يفسر بالأعمال الظاهرة، وإذا انفرد الإيمان فإنه لابد من إسلام يصححه، وإذا انفرد الإسلام عن الإيمان، فلابد من إيمان يحققه، بمعنى أن الشخص إذا قال: أنا مؤمن؛ ولكنه لا يصلي، ولا يصوم، ولا يحج، فهذا إيمانهُ ليس بصحيح، وإذا قال أنا مسلم يصوم، ويصلي؛ ولكنه لا يعتقد أن ذلك لله -جل وعلا- بمعنى أنه لا يأتي بأركان الإيمان، فإسلامه غير صحيح، فالإسلام والإيمان إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا، فإذا اجتمعا فُسر الإيمان بالأعمال الباطنة وفسر الإسلام بالأعمال الظاهرة، وإذا انفرد كل واحد منهما دخل فيه الآخر. وبالله التوفيق.