Loader
منذ سنتين

حكم الوساوس الشيطانية الكفرية


  • فتاوى
  • 2021-12-05
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (2525) من مرسل لم يذكر اسمه من سوريا، يقول: أصابني شيءٌ من الوسواس أو البلاء، -أحياناً- يدور في نفسي شيء لو نطقت به لكنت كافراً كفراً بواحاً، وهذا الوسواس يلاحقني في صلاتي، وفي كلّ عملٍ أعمله؛ حتى إنني أحدّث نفسي إنني إذا لم أدفع بيدي من المال لهذا الفقير أو لغيره، أنني قد أذنبت وأجرمت في حق الله -جلّ وعلا-، ويدور في نفسي شيءٌ من هذا القبيل، أرجو النصح، وهل يؤثر هذا على إيماني؟

الجواب:

        الوسوسة التي تحصل عند الشخص؛ سواءٌ كان ذكراً أو أنثى، ينبغي أن يعرف السبب الذي نشأت عنه هذه الوسوسة، فقد يكون السبب مضايقات في مجال دراسته، أو عمله، أو المرأة يكون عليها مضايقة من البيت الذي تعيش فيه. أو الرجل يكون عنده مضايقة في البيت الذي يعيش فيه؛ سواءٌ كان أباً، أو ابناً، أو أخاً. وقد يكون السبب مضايقة مالية، وقد تكون مضايقة من الجيران، أو من المجتمع الذي يعيش فيه. وهناك أسباب أخرى؛ فينبغي للإنسان أن ينظر إلى حالته قبل وجود الوسوسة، وإلى حالته بعد الوسوسة، وينظر إلى ما طرأ عليه من الطوارئ المخالفة للأصل الذي كان عليه حينما لم توجد عنده الوسوسة، وإذا تحدد له السبب بإمكانه أن يعالجه؛ وبهذا تزول الوسوسة.

وفيه -أيضاً- علاج آخر: لأن الوسوسة قد لا يكون لها سبب؛ وإنما تكون راجعة لتسلّط الشيطان على الإنسان، فيستعين الإنسان بالله من الشيطان الرجيم؛ يعني: يكثر الاستعاذة، "وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"[1] فيستعيذ بالله -جلّ وعلا-.

        وفيه أمرٌ آخر وهو أن يستخدم أسلوب الرفض؛ بمعنى: إن الوسوسة إذا عرضت له في طهارته كأن يغسل العضو، وبعد ذلك يقول: لم أغسله، يتمضمض يقول: لم أتمضمض! يكبّر تكبيرة الإحرام يقول: لم أكبّر، ينتهي من صلاته ويقول: هذه صلاةٌ لا تصلح، أحتاج أن أعيدها. بعض الناس يقف استعداداً لتكبيرة الإحرام، ويركع الإمام قبل أن يكبّر هذا الشخص تكبيرة الإحرام! كلما كبّر حصلت عنده وسوسة بأن هذه التكبيرة ليست بمضبوطة، فيقوى سلطان الشيطان على هذا الشيء، فالمقصود هو البحث عن السبب، وكثرة الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، واستخدام أسلوب الرفض؛ بمعنى: إنك إذا غسلت العضو فلا تعد غسله، وإذا كبّرت تكبيرة الإحرام وجاءك الشيطان وقال: إنك لم تكبّر، فإنك تعصيه، وباستخدام هذه الأسباب مع سؤال الله -جلّ وعلا-أن يزيل عنك ذلك. وبالله التوفيق.



[1] الآية (200) من سورة الأعراف.