Loader
منذ سنتين

حكم إعطاء الزكاة للأخوات


الفتوى رقم (4242) من المرسل السابق، يقول: هل يجوز إعطاء زكاة المال للأخوات، وهن لا يسكن معي في المنزل؟

 الجواب:

        دفع الزكاة ليس على سبيل العاطفة؛ أي: أن الشخص لا يكون عاطفياً بدفعه للزكاة، فإذا كان الشخص الذي يريد أن يدفع الزكاة له من الأصناف الذين بينّهم الله -جل وعلا- على أنه مصارفها، فإن هذا يكون قد وضع الزكاة في موضعها الشرعي.

        فهذه المسألة المسؤول عنها، إذا كانت هذه الأخت مثلاً متزوجة، ولها أولاد، وزوجها لا يقدر على الإنفاق عليها؛ يعني: أنه لا يستطيع الإنفاق عليها بسبب فقره، فلا مانع من دفع الزكاة لها؛ لأنها والحال ما ذكر ليس لها مورد من الموارد التي تغطي حاجتها.

        أما لو كان لها مورد، يغطي نفقتها وكسوتها هي وأولادها، وكان زوجها مثلًا يستطيع ذلك، أو لها مورد خاص هي، أو لها ولد مثلًا يستطيع الإنفاق عليها إلى غير ذلك، لأنه ينبغي للسائل وينبغي للمسؤول أيضاً التحقق من تحديد الصورة العينية المسؤول عنها، والمجاب عليها، وذلك أن السائل يجعل السؤال مشتملًا على قيود كافية لما يريد أن يسأل عنه، والمجيب يجعل جوابه مشتملًا على القيود الكافية سواء أجاب بالمنع أو أجاب بالإيجاب، وكثير من السائلين يسألون أسئلة فيها إطلاق في الألفاظ، وبعض المجيبين قد يجيب بجواب يكون مشتملًا أيضاً على الإطلاق في بعض الألفاظ، فيحصل خطأ من السؤال، وقد يحصل خطأ في الجواب.

        فلا بد من التحقق عن واقع السؤال، والتحقق من الجواب الذي يكون مطابقًا للسؤال، والمسؤول بإمكانه أن يستقصي من السائل عن جميع الجوانب التي يمكن أن تكون كاشفة لواقع المسألة المسؤول عنها؛ لأن السؤال يكون عن عين واقعة فقد لا يكون السائل مؤهلًا لاستيفاء القيود الكافية.

        فعلى المسؤول أن يسأل عن جميع الأمور التي تسهل عليه تحديد المسألة الواقعة، وذلك من أجل الوصول إلى جواب يكون وارداً على محل واقع ومحدد، وبالله التوفيق.