الفتوى رقم (10491) من المرسلة السابقة، تقول: كيف أحقق التوكل على الله حق التوكل؟

الجواب:

        التوكل هذا من أعمال القلوب والله -سبحانه وتعالى- يقول: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}[1]، ويقول {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}[2] والرسول ﷺ لما ذكر السبعين الذين يدخلون الجنة بغير حساب ذكر منهم أنهم: « لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون »؛ بمعنى: إذا مرض لا يطلب أحداً يرقيه يدعو له، ولا أيضاً يطلب أحداً يكويه بالنار؛ لأن الكي هو من أسباب الشفاء، فهو معتمد على ربه من جهة أنه هو الذي يشفيه، ولهذا لما قال هذه المقالة الرسول ﷺ قام عكاشة بن محصن فقال: يا رسول، الله ادع الله أن أكون منهم، قال: « أنت منهم »، ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن أكون منهم، قال: « سبقك بها عكاشة ».

        وبناء على ذلك فإن الإنسان إذا أراد أن يصل إلى هذه الدرجة فإنه يكون بدرجة الإحسان لا يكون بدرجة الإيمان، ولا يكون بدرجة الإسلام؛ لكنه يكون بدرجة الإحسان؛ بمعنى: إنه يفوض جميع أموره إلى الله، ولا يسأل أحداً من المخلوقين حاجة من الحاجات. وبالله التوفيق.