Loader
منذ 3 سنوات

حديث: « حُبّب إليّ من دنياكم الطيب والنساء» هل يشمل استخدام الأطياب الموجودة حالياً


الفتوى رقم (5477) من مرسل لم يذكر اسمه، يقول: حديث رسول الله ﷺ: « حُبّب إليّ من دنياكم الطيب والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة » هل استخدامنا للأطايب الموجودة حالياً نكون قد وفقنا لتطبيق سنة رسول الله ﷺ؟

الجواب:

        هذا الحديث فيه تنبيه على متعتين من متاع الحياة الدنيا: النساء، والطيب. وهاتان المتعتان من الأمور الطيبة؛ ولهذا أحبهما الرسول ﷺ. وقد جاء في الحديث: « إن الله طيّب لا يقبل إلا طيبا » فالجنة طيبة وأهلها الطيبون. والنار عذاب وأهلها الكافرون والظالمون وهم غير طيبين.

        وإذا نظرنا إلى أمور الحياة وجدنا أنها تشتمل على أمور طيبة وعلى أمورٍ خبيثة. والأمور الطيبة من الأقوال ومن الأفعال لها أهلها. والأمور الخبيثة من الأقوال ومن الأفعال لها أهلها؛ فعلى الشخص أن يتحلى بالأقوال الطيبة وبالأفعال الطيبة، ولا يتحلَّى بالأقوال الخبيثة والأفعال الخبيثة. والأقوال والأفعال الطيبة ليست بخافية؛ وهكذا الأقوال الخبيثة والأفعال الخبيثة ليست بخافية على الناس.

        وإذا نظرنا إلى الجزء الثاني من هذا الحديث وهو قوله ﷺ: « وجعلت قرة عيني في الصلاة » هذا تنبيهٌ على أن الصلاة طيبةٌ من الأعمال؛ ولكنها في درجةٍ أعلى من درجة الطيب ومن درجة النساء؛ ولهذا يقول ﷺ: « الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة إن نظر إليها سرّته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله ».

        وعلى هذا الأساس ينبغي على الشخص أن يحافظ على كلّ ما يقرّبه إلى الله فهذا طيب، وأن يبتعد عن كلّ ما يبعده عن الله؛ فكلّ ما يبعده عن الله غاية أو وسيلة ليس بطيبٍ بل هو خبيثٌ.

        أما الجزئية التي سأل عنها السائل وهي الأطياب الموجودة.

        الجواب عنها ينبني على معرفة المواد التي ركبت منها، فإذا كانت هذه المواد خالية من الأشياء المحرمة وخالية من الأشياء النجسة فلا مانع من استعمالها وتكون طيبة؛ لكن إذا كان في تركيبها شيءٌ محرم، أو كان في تركيبها شيءٌ نجس؛ فلا يجوز للإنسان استعمالها. أما إذا كان المحرم هو الكثير، أو كان المحرم هو مساوياً لها فهذا محرمٌ؛ أما إذا كان دون ذلك فيأخذ بقوله ﷺ: « دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ». أما إذا كان نجساً فإنه يبتعد عنه أيضاً. وبالله التوفيق.