Loader
منذ سنتين

حكم الغيبة والندم عليها


  • فتاوى
  • 2021-12-30
  • أضف للمفضلة

الفتوى رقم (7744) من المرسلة أ.م. تقول: عندما كنت طالبة في الثانوية كنت كثيرة الغيبة والاستهزاء بالمعلمات والطالبات، فلما كبرت ندمت على ذلك، والآن فرقتنا الدنيا، ماذا أفعل؟ هل إخراج مال والتصدق به عمن تحدثت عنهم يكفي مع الاستغفار أم ماذا أفعل؟

الجواب:

        من المعلوم أن الغيبة من توظيف المرء لسانه توظيفاً غير شرعي؛ لأن الله -جل وعلا- يقول: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ}[1]، فنزّل الغيبة منزلة أكل لحم أخيك إذا كان ميتاً. « وكان رسول الله ﷺ في طريقٍ وسمع رجلاً يتكلم في رجل على سبيل الغيبة، فلما مرّ بحمارٍ ميتٍ قال: أين فلان؟ ولما جاء إليه قال: كُلْ من هذا، فامتنع من الأكل، فقال: إن كلامك في أخيك أعظم من أكلك من هذا »[2] أو كما قال ﷺ، فالمقصود أن أمر الغيبة له شأنٌ عظيم، وإذا كان الإنسان صادقاً فهي غيبة، وإذا كان كاذباً فهو بهتان.

        وبناءً على ذلك: فهذه المرسلة ارتكبت هذا الأمر المحرم واستمر ذلك منها، فإذا كانت تتمكن من استباحة من تكلمت فيه من المدرسات فهذا متعينٌ عليها، وإن تعذر ذلك أو خشيت من ترتب مفسدةٍ أعظم من المصلحة أو مساوية للمصلحة فإنها تدعو لكل واحدة بمفردها، وإذا أرادت -أيضاً- أن تتوسع وتتصدق عن كل واحدةٍ باسمها فهذا خيرٌ على خير؛ يعني: إذا جمعت بين الصدقة وبين الدعاء فهذا خيرٌ على خير. وبالله التوفيق.



[1] من الآية (12) من سورة الحجرات.

[2] ينظر: ما أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الحدود، باب رجم ماعز بن مالك (4/148)، رقم (4428).