حكم الدخان
- المصالح والمفاسد
- 2021-12-13
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (3797) من المرسلين ع. م. ش / ن. م. س / ن. س من ليبيا، يسألون: هل الدخان حرامٌ أو مكروه؟
الجواب:
الدخان حرام، وذلك لما يترتب على استعماله من الأضرار، فهو من الخبائث وليس من الطيبات، والله -جلّ وعلا- حرّم الخبائث. ومن قواعد الشريعة: أن الشيء قد يكون فيه مصلحةٌ قليلة، ويكون فيه مفسدةٌ عظيمة، فيحرّمه الشارع بناءً على ما اشتمل عليه من المفسدة، ولا ينظر إلى ما اشتمل عليه من المصلحة، فكأن المصلحة التي اشتمل عليها بمنزلة العدم، ولهذا يقول الله -جلّ وعلا-: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا "[1]، وقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا"[2] لما قال عمر -رضي الله عنه-: « اللهم بيّن لنا في الخمر بياناً شافياً »[3]، نزل قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"[4]؛ فهذا فيه بيان تحريمه مع صرف النظر عن المصلحة الضئيلة.
والدخان من هذا الباب، فكلّ شيءٍ غلبت مفسدته على مصلحته، فإنه يكون ممنوعاً من جهة الشارع، والدخان من هذا الباب، لا شك أن مفاسده أكثر مما فيه من المصلحة. وبالله التوفيق.