طلب التوجيه فيمن يسرح في صلاته
- الصلاة
- 2021-12-28
- أضف للمفضلة
الفتوى رقم (5094) من المرسلة ع. أ.ع من البادية الشمالية من الأردن، تقول: أبلغ من العمر واحد وعشرين عاماً، وأنا فتاة مسلمة أصلي الصلاة في وقتها والحمد لله، ولكن إذا بدأت الصلاة أسرح فيها لكنني بحمد الله لا أسهو، ماذا أفعل حتى أتجنب ذلك السرحان؟
الجواب:
الشخص إذا دخل في الصلاة سواءٌ كانت فريضة أو تطوع فإنه يشعر نفسه بأنه واقف بين يدي الله -جل وعلا-، وأنه مطلع عليه؛ ولهذا جاء في مرتبة الإحسان وهو جواب الرسول ﷺ لجبريل حينما سأله عن الإحسان قال: « أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك »، وعندما يحصل هذا الاستشعار عند الشخص ينبغي أن ينشغل بوظائف الصلاة بدءاً بتكبيرة الإحرام، فإن حالَ وقوف الشخص بعد تكبيرته للإحرام يشتغل في وظائف، فمثلاً: الركعة الأولى فيها الاستفتاح، والتعوذ، والتسمية، وقراءة الفاتحة، والسورة، وإذا انتهى من ذلك فإنه يشرع يديه إلى حذو منكبيه ويكبر راكعاً، والوظيفة التي يشغلها في الركوع هو قوله: سبحان ربي العظيم، وإذا أطال الركوع بخاصة إذا كان منفرداً إذا أطال الركوع، وأكثر من قوله سبحان ربي العظيم فهذا خير، وهكذا في سائر أجزاء صلاته فكل جزءٍ منها له وظيفته الخاصة من الدعاء.
وعلى هذا الأساس ينبغي أن يوجه المصلي نظره لأداء هذه العبادات المطلوبة منه من جهة، ومن جهة ثانية يؤدي وظائف جوارحه في صلاته، مثلاً: قبضه اليد اليسرى لليد اليمنى على صدره أو تحت سرته، وكرفعهما عند تكبيرة الإحرام، ورفعهما عند الرفع من الركوع، ورفعهما عند القيام بالتشهد الأول، ووضع اليدين على الركبتين في حال ركوعه ووضع اليدين على الفخذين في حال جلوسه للتشهد ووضعهما مبسوطة الأصابع على الأرض في حال سجوده، هكذا وظائف جوارحه وسمعه أيضاً، وما إلى ذلك. جميع الجوارح وجميع الحواس كل واحدة منها يشغلها في أداء وظيفتها، فعندما يشغل هذه الجوارح والحواس في وظائفها الشرعية في الصلاة، ويتجنب الوظائف التي ليست بشرعية وهكذا جوارحه، كل جارحة لها وظيفة في الصلاة يشغل هذه الجارحة بهذه الوظيفة هو بهذا وبانشغاله أيضاً بالأدعية المشروعة وهي من وظيفة اللسان واللسان جارحة من الجوارح، هو بهذا يقلل مداخل الشيطان عليه، وعندما يحس بعزوفٍ ذهني في حال ركوعه أو سجوده فإنه يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم؛ لأن هذا من نزغه، والله جل وعلا يقول: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ}[1]. وبالله التوفيق.